٢ - قال الترمذيُّ (٥ - ٦٢٥): حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمر عن زيد هو بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين أنتفض قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ " قالوا: نعم. قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في جيش العسرة:"من ينفق نفقة متقبلة والناس مجهدون معسرون" فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم. ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وبن السبيل؟ قالوا: اللَّهم نعم، وأشياء عددها هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب.
[درجته: سنده صحيح، رواه: من طرق عن أبي إسحاق البخاري كما مر والنسائيُّ (٦ - ٢٣٦)، وابن حبان (١٥ - ٣٤٨)، والبيهقيُّ في الكبرى (٦ - ١٦٧)، والدارقطنيُّ (٤ - ١٩٨)، والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (٢ - ٣٩)، وأحمدُ في فضائل الصحابة (١ - ٤٩٥)، هذا السند: صحيح، السلمي تابعي كبير وثقة ثبت من رجال الشيخين: التقريب (١٠٨) وتلميذه تابعي ثقة مشهور].
٣ - قال البخاري (٤ - ١٦٠٣): حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة حين تواثقنا على الإِسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها. كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة, ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا