للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتفٍ في صفات الله تعالى (١).

فالكيفية ثابتة لله تعالى لكنها مجهولة لنا غير معقولة، ولهذا كان شعار أهل السنة والجماعة في هذا الباب، تلك الكلمة العظيمة للإمام مالك رحمه الله، حيث ثبت عنه أنه لما سُئل عن كيفية الاستواء، قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" (٢).


(١) انظر: تقريب التدمرية للعثيمين (٤٠)، وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (١/ ٣١٧).
(٢) أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (٦٦)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٤٤١)، والصابوني -من ثلاثة طرق- في عقيدة السلف (١٨٠ - ١٨٥)، والبيهقي -واللفظ له- في الأسماء والصفات (٢/ ٣٠٥) ح (٨٦٧)، وفي الاعتقاد (٥٦).
وقال الذهبي في العلو (١٣٩): "هذا ثابت عن مالك".
- وهو ثابت أيضًا عن ربيعة الرأي، شيخ مالك [أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٤٤٢)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٣٠٦) ح (٨٦٨)، وساقه الذهبي في العلو (١٢٩) بإسناده إلى ربيعة، وصححه الألباني في مختصر العلو (١٣٢)].
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/ ٤٠): "وروى الخلال بإسناد كلهم أئمة ثقات عن سفيان بن عيينة، قال: سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن ... " فذكره.
وقال أيضًا في مجموع الفتاوى (٥/ ٣٦٥): "ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك".
- وروي نحوه عن أم سلمة -رضي الله عنها-، [أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٤٤٠)، والصابوني فى عقيدة السلف (١٧٨ - ١٧٩)] لكنه غير ثابت عنها من طريق صحيح.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/ ٣٦٥): "وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة -رضي الله عنها-، موقوفًا ومرفوعًا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه".
وقال الذهبي في العلو (٨١): "هذا القول محفوظ عن جماعة، كربيعة الرأي، ومالك الإمام، وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح". وللدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر كتاب بعنوان: الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء، دراسة تحليلية.

<<  <   >  >>