للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة (١)، فقال: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على جهنم ... ) (٢).

وفي رواية للبخاري: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ... ) (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أما هذا الخبر -في الجملة- فهو متواتر عند أهل العلم بالحديث، ورواته -من التابعين وأتباعهم- من أجل الأمة قدرًا في العلم والدين، وهو معروف عن عدد من الصحابة" (٤).

وقال أيضًا: "هذان الحديثان من أصح الأحاديث" (٥).

وقال عن الحديث الأول: "فهذا الحديث من أصح حديث على وجه الأرض" (٦).

هذه الأحاديث تدل دلالةً واضحة على إثبات الصورة لله تعالى -كما


(١) قوله: (وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة) ليس في البخاري.
(٢) متفق عليه: البخاري في مواضع: في كتاب التفسير، باب: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} (٤/ ١٦٧١) ح (٤٣٠٥)، وفي كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} (٦/ ٢٧٠٦) ح (٧٠٠١).
ومسلم واللفظ له: كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية (٣/ ٣٠) ح (١٨٣).
(٣) صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} (٦/ ٢٧٠٦) ح (٧٠٠١).
(٤) بيان تلبيس الجهمية، القسم السابع، تحقيق د/ محمد البريدي (١/ ٧٣).
(٥) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٣٢).
(٦) مجموع الفتاوى (٦/ ٤٩٣).

<<  <   >  >>