للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستهزيء على الإطلاق" (١).

وقال ابن باز معقبًا على الحافظ ابن حجر عندما تأول الوعي المضاف إلى الله تعالى في قوله -صلى الله عليه وسلم- لأسماءَ: (لا توعي فيوعي الله عليك)، متفق عليه (٢).

قال: "هذا خطأ لا يليق من الشارح، والصواب إثبات وصف الله بذلك حقيقة، على الوجه اللائق به سبحانه، كسائر الصفات، وهو سبحانه يجازي العامل بمثل عمله، فمن مكر مكر به، ومن خادع خدعه، وهكذا من أوعى أوعى الله عليه، وهذا قول أهل السنة والجماعة، فالزمه تَفُزَ بالنجاة والسلامة، والله الموفق" (٣).

- وأما ما ذهب إليه ابن قتيبة والطحاوي من أن معنى الحديث: إن الله لا يمل إذا مللتم، فغير وجيه، لأن (حتى) لا تأتي بمعنى (إذا)، وإنما تأتي على أربعة معانٍ هي:

١ - انتهاء الغاية، وهو الغالب.

٢ - والتعليل.

٣ - وبمعنى: (إلا) وهذا أقلها.

٤ - وتأتي عاطفة عند بعضهم، وهو قليل (٤).

ثم إن (حتى) حرف، وتفسيرها بـ (إذا) يخرجها من الحرفية إلى الاسمية، لأن (إذا) ظرف (٥) -والظروف أسماء- كما أنه يجعل لها محلًا


(١) شرح العقيدة الواسطية (٢/ ٣٣٦).
(٢) البخاري (٢/ ٥٢٠) ح (١٣٦٧)، و (٢/ ٩١٥) ح (٢٤٥٠، ٢٤٥١)، ومسلم (٧/ ١٢٣) ح (١٢٩).
(٣) فتح الباري (٣/ ٣٠٠) هامش (١).
(٤) انظر: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام (١٣٢، ١٣٥، ١٣٧)، وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور (١/ ٥٤٠)، وإبطال التأويلات (٢/ ٣٧).
(٥) انظر: مغني اللبيب (١٠٢).

<<  <   >  >>