للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شريك بن أبي عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة (١).

ورواه عن محمد بن كرامة جماعة، منهم البخاري رحمهُ اللهُ.

ولهذا انتقده بعض العلماء، وعدوه من غرائب الصحيح.

قال المزِّي (٢): "رواه البخاري عن ابن كرامة ... وليس له عنه في الصحيح غيره، وهو من غرائب الصحيح، مما تفرد به شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، وتفرد به خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك، والله أعلم" (٣).

وقال الذهبي: "هذا حديث غريب جدًا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يُروَ هذا المتن إلا بهذا الإسناد، ولا خَرَّجَه من عدا البخاري" (٤).

لكن تعقبه ابن حجر فقال: "إطلاق أنه لم يُروَ إلا بهذا الإسناد مردود" (٥).


(١) وأخرجه بهذا الإسناد -غير البخاري- ابن حبان في صحيحه (٢/ ٥٨) ح (٦٧٤٩٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٤٤٧) ح (١٠٢٩)، وفي الزهد (٢٦٩) ح (٦٩٦)، وفي السنن (٣/ ٣٤٦) ح (٦١٨٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٤)، والبغوي في شرح السنة (٥/ ٢٠)، وقال: هذا حديث صحيح.
(٢) هو الإمام جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك المزي الشافعي، طلب الحديث وبرع فيه وفي علومه حتى أقرَّ له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقدم والرياسة، وكان مع تبحره في علم الحديث ورجاله رأسًا في اللغة والتصريف، له مؤلفات منها: تهذيب الكمال، والأطراف، توفي رحمهُ اللهُ سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة (٧٤٢). [انظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٩٨)، والعبر (٤/ ١٢٧)، والشذرات (٦/ ١٣٦)، والبدر الطالع (٢/ ٣٥٣)].
(٣) تهذيب الكمال (٢٦/ ٩١).
(٤) ميزان الاعتدال (٤٢٧).
(٥) فتح الباري (١١/ ٣٤١).

<<  <   >  >>