للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سليمان بن عبد الله، بعد كلام له في هذه المسألة: "فقد تبين بهذا خطأ ابن حزم في عده الدهر من أسماء الله الحسنى، وهذا غلط فاحش، ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} مصيبين" (١).

وأما المعنى الذي ذكروه للدهر وهو: القديم الأزلي، فقد قال ابن تيمية: "هذا المعنى صحيح، لأن الله سبحانه هو الأول ليس قبله شيء، وهو الآخر ليس بعده شيء، فهذا المعنى صحيح، إنما النزاع في كونه يسمى دهرًا بكل حال" (٢).

وقد أشار عدد من أهل العلم إلى عدم جواز تسمية الله تعالى بهذا الاسم، وإلى تخطئة ابن حزم رحمه الله تعالى في عده (الدهر) من أسماء الله تعالى، وممن أشار إلى ذلك: الخطابي (٣)، وأبو يعلى (٤)، وقوام السنة الأصبهاني (٥)، والقاضي عياض (٦)، والقرطبي (٧)، وابن كثير (٨)، وابن عثيمين (٩).

وأما أذية الله تعالى الواردة في الحديث فقد تقدم الكلام عليها في المبحث السادس (١٠).


(١) تيسير العزيز الحميد (٦١١).
(٢) مجموع الفتاوى (٢/ ٤٩٤).
(٣) انظر: شأن الدعاء (١٠٧).
(٤) انظر: إبطال التأويلات (٢/ ٣٧٥).
(٥) انظر: الحجة في بيان المحجة (١/ ١٧٨)، وقد تقدم نقل كلامه.
(٦) انظر: إكمال المعلم (٧/ ١٨٤).
(٧) انظر: المفهم (٥/ ٥٤٨ - ٥٤٩)، وقد تقدم نقل كلامه.
(٨) انظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٢٣١)، وقد تقدم نقل كلامه.
(٩) انظر: القواعد المثلى (٩ - ١٠).
(١٠) انظر: ص (٢٤٩ - ٢٥٠).

<<  <   >  >>