للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجنة، قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج آدم موسى) (١).

٣ - طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، ولفظه: عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: (حاجَّ موسى آدم فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال: قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي


= - أن ذلك كان في زمان موسى -عليه السلام-، حيث أحيا الله آدم معجزة له فكلمه.
- وقيل: بل كشف الله لموسى -عليه السلام- عن قبر آدم -عليه السلام- فكلمه.
- وقيل: إن ذلك لم يقع بعد، وإنما يقع في الآخرة، وأخبر عنه النبي -صلي الله عليه وسلم- بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.
[انظر: التمهيد (١٨/ ١٦)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٣٨٢)، والمفهم (٦/ ٦٦٥)، وشرح النووي على مسلم (١٦/ ٤٣٩)، وفتح الباري (١١/ ٥٠٦)، وطرح التثريب (٨/ ٢٤٧)] وكلها اجتهادات لا دليل عليها، إذ لم يرد في أي من طرق هذا الحديث تحديد وقتها ولا مكانها ولا كيفيتها، وعلى هذا فالواجب الوقوف عند حدود ما ورد، والله أعلم.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٨/ ١٦): "ذلك عندي لا يحتمل تكييفًا، وإنما فيه التسليم، لأنا لم نؤتَ من جنس هذا العلم إلا قليلًا".
وقال ابن الجوزي في كشف المشكل (٣/ ٣٨٢ - ٣٨٣): "فإن قال قائل: كيف اجتمعا ومتى اجتمعا؟ فالجواب: أنه يجب الإيمان بكل ما نخبر به عن الصادق المصدوق وإن لم نطلع على كيفيته ... وليس هذا بأول خبر يجب علينا الإيمان به وإن جهلنا معناه ... ومتى ضاقت الحيل في كشف المشكلات للإحساس لم يبقَ إلا فرض التسليم" قلت: المعنى واضح غير مجهول، وإنما المجهول الكيفية، وهذا مراد ابن الجوزي في قوله: "وإن جهلنا معناه" أي: كيفيته كما قد صرح به في أول هذا النقل، والله أعلم.
(١) متفق عليه: البخاري: كتاب التفسير، باب: قوله: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)} (٤/ ١٧٦٤) ح (٤٤٥٩)، ومسلم: كتاب القدر، باب: حجاج آدم وموسى -عليه السلام- (١٦/ ٤٤٢) ح (٢٦٥٢).

<<  <   >  >>