للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: أن الله سبحانه يلوم الملومين من عباده في غير دار التكليف، فيلومهم بعد الموت، ويلومهم يوم القيامة" (١).

وأما القول الخامس: وهو أن آدم حج موسى عليه السلام، لأن الذنب واللوم كانا في شريعتين مختلفتين، فدعوى لا دليل عليها، ومن أين يعلم أنه كان في شريعة آدم أن المخالف يحتج بسابق القدر، وفي شريعة موسى أنه لا يحتج، أو أنه يتوجه له اللوم على المخالف (٢).

ثم إن اختلاف الشريعتين لا تأثير له في هذه الحجة بوجه، فهذه الأمة تلوم الأمم المخالفة لرسلها المتقدمة عليها، وإن كان لم تجمعهم شريعة واحدة، ويقبل الله شهادتهم عليهم وإن كانوا من غير أهل شريعتهم (٣).

وأما القول السادس: وهو أن آدم حج موسى لكونه أباه، فبعيد عن معنى الحديث، ولا محصل فيه البتة، لأن حجة الله يجب المصير إليها مع الأب كانت أو الابن أو العبد أو السيد، ولو حج الرجل أباه بحق وجب المصير إلى الحجة (٤).

* * *


(١) شفاء العليل (١/ ٤٩).
(٢) انظر: فتح الباري (١١/ ٥١١).
(٣) انظر: شفاء العليل (١/ ٤٩)، ودرء التعارض (٨/ ٤١٨)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٣٠٥).
(٤) انظر: شفاء العليل (١/ ٤٩)، وفتح الباري (١١/ ٥١١)، ودرء التعارض (٨/ ٤١٨)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>