للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحد، لإجماع السلف من أهل العلم على ذلك" (١).

وقال القرشي: "اتفقت الناس على أن يوم السبت لم يقع فيه خلق، وأن ابتداء الخلق يوم الأحد" (٢).

- وأيضًا فهذا الحديث مخالف للقرآن في جعله مدة خلق الأرض وما فيها ستة أيام، ولم يذكر فيها خلق السموات، والقرآن صريح في أن مدة خلق الأرض وما فيها أربعة أيام، وتمام الستة كان فيها خلق السموات، أي: في اليوم الخامس والسادس، قال تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: ٩ - ١٢].

قوله: {فِي يَوْمَيْنِ}، قال الطبري: "وذلك يوم الأحد ويوم الإثنين، وبذلك جاءت الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقالته العلماء" (٣).

وقوله: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} أي: في تتمة أربعة أيام، قال البغوي: "يريد: خلقَ ما في الأرض، وقدر الأقوات في يومين: يوم الثلاثاء والأربعاء، فهما مع الأحد والإثنين أربعة أيام، رد الآخر على الأول في الذكر، كما تقول: تزوجت أمس امرأة، واليوم ثنتين، وإحداهما هي التي تزوجتها بالأمس" (٤).

وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}، قال الطبري: "ففرغ من خلقهن سبع سموات في يومين، وذلك يوم الخميس والجمعة" (٥).

قال القرطبي بعدما فسر هذه الآيات بما تقدم: "على هذا أهل


(١) تاريخ الأمم والملوك (١/ ٤٥).
(٢) الجواهر المضيَّة في طبقات الحنفيه (٤/ ٥٦٨).
(٣) جامع البيان (١١/ ٨٧).
(٤) معالم التنزيل (٤/ ١٠٨).
(٥) جامع البيان (١١/ ٩٢).

<<  <   >  >>