للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أنه عندما بُشر بأن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد اتخذه خليلًا، سأل ربه هذا السؤال، لتكون إجابة دعائه وإحياء الموتى بسؤاله دليلًا وعلامة على خلته، وعظيم منزلته عند الله تعالى، وعلى هذا يكون معنى قوله: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أي: بالخلة وعلو المنزلة (١).

وإلى هذا القول ذهب الطحاوي (٢)، وهو مروي عن السدي (٣) وسعيد بن جبير (٤) (٥) وعبد الله بن المبارك (٦).

٣ - أن سبب سؤاله: المناظرة والمحاجة التي جرت بينه وبين النمرود، فطلب إبراهيم -عَلَيْهِ السَّلَامُ- من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، ليتضح استدلاله عيانًا بعد أن كان بيانًا (٧). وهذا القول يؤول إلى القول الأول، ولذا قال الطبري: "وهذان القولان -أعني: الأول وهذا الآخر- متقاربا المعنى، في أن مسألة إبراهيم


(١) انظر: المعلم للمازري (٣/ ١٣٠)، وإكمال المعلم (١/ ٤٦٤)، والشفاء (٣١٠)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٠٠)، وشرح النووي على مسلم (٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣).
(٢) انظر: شرح مشكل الآثار (تحفة ١/ ١٨٤).
(٣) انظر: جامع البيان (٣/ ٥٠)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٠٠).
(٤) هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي مولاهم الكوفي أبو عبد الله -وقيل أبو محمد- الفقيه المفسر أحد الأعلام، أخذ العلم عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما، وكان مع عبد الرحمن بن الأشعث لما خرج على عبد الملك بن مروان فقتله الحجاج لذلك سنة (٩٥ هـ)، ولم يكمل الخمسين من عمره. [انظر: تذكرة الحفاظ (١/ ٧٦)، والسير (٤/ ٣٢١) العبر (١/ ٨٤)، وتقريب التهذيب (١/ ٣٤٩)].
(٥) انظر: جامع البيان (٣/ ٥٠)، والأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٤٨٨ - ٤٨٩)، ومعالم التنزيل (١/ ٢٤٧)، وشرح السنة (١/ ١١٦)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٠٠).
(٦) انظر: أعلام الحديث للخطابي (٣/ ١٥٤٦)، والأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٤٨٨)، وشرح السنة للبغوي (١/ ١١٦).
(٧) انظر: جامع البيان (٣/ ٤٩ - ٥٠)، ومعالم التنزيل (١/ ٢٤٧)، وإكمال المعلم (١/ ٤٦٥)، والشفاء (٣١٠)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٠٠).

<<  <   >  >>