للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى، وقبل الانتقال إليها، أبين معنى الخُلَّة الواردة في هذه الأحاديث:

قال أهل اللغة: الخُلالة والخَلالة والخِلالة: الصداقة والمودة.

وخالَّه مخالَّة وخلالًا: صادقه، ويُقال: خالَلَه، بفك الإدغام.

ويُقال: فلان كريم الخُلة: أي كريم الإخاء والمصادقة.

والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خلل.

والخليل: المحب الذي ليس في محبته خلل (١).

قال الزجاج: "الخليل: المحب الذي ليس في محبته خلل، فجائز أن يكون إبراهيم سُمِّي خليل الله لأنه أحبه الله -واصطفاه- محبة تامة كاملة" (٢).

وقال النحاس (٣) عند قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: ١٢٥]: "الذي عليه أصحاب الحديث: أنه المحب المنقطع إلى الله، الذي ليس في انقطاعه اختلال (٤) " (٥).


(١) انظر: تهذيب اللغة (٦/ ٣٠١ - ٣٠٤) مادة (خل)، والصحاح (٤/ ١٣٨٢)، ولسان العرب (١١/ ٢١٦ - ٢١٨) كلاهما مادة (خلل)، والقاموس المحيط (٣/ ٥٠٧) مادة (الخل)، والمعجم الوسيط (١/ ٢٥٢) مادة (خَلَّ).
(٢) معاني القرآن (٢/ ١١٢) بتصرف يسير.
(٣) هو العلامة إمام العربية أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي، صاحب التصانيف، ارتحل إلى بغداد وأخذ عن الزجاج وغيره، ومن مصنفاته: معاني القرآن، وإعراب القرآن، توفي بمصر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٣٣٨). [انظر: وفيات الأعيان (١/ ١١٧)، والسير (١٥/ ٤٠١)، والعبر (٢/ ٥٤)، وشذرات الذهب (٢/ ٣٤٦)].
(٤) هذا بالنسبة لإبراهيم عليه السلام، وأما الخلة من جانب الله تعالى فهي صفة فعلية ثابتة له جلَّ وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته، وقد دلَّ عليها الكتاب والسنة، أما الكتاب فالآية السابقة، وأما السنة فقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فإن الله تعالى قد اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا). [انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٨٠)، و (٥/ ٧١)، وتفسير القرآن العظيم (١/ ٨٥١)، وشرح العقيدة الطحاوية (١٦٧)، وصفات الله عَزَّ وجَلَّ الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف (١١٦)].
(٥) معاني القرآن له (٢/ ٢٠١).

<<  <   >  >>