للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خَلَصْت فإذا فيها آدم (١)، فقال: هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه، فسلمت عليه، فرد السلام ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت، فردا ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل، ومن معك؟ قال محمد، قيل، أَوَ قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إلى إدريس قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة


= لا يخفى، ويدل على هذا: قوله: (إليه) [انظر: أعلام الحديث (١/ ٣٤٧)، و (٣/ ١٦٧٩)، وشرح النووي على مسلم (٢/ ٥٧١)، وفتح الباري (١/ ٤٦١)، و (٧/ ٢٠٩)].
(١) قال ابن تيمية في الفتاوى (٤/ ٣٢٨ - ٣٢٩): "وأما رؤيته الأنبياء ليلة المعراج في السماء ... فهذا رأى أرواحهم مصورة في صور أبدانهم، وقد قال بعض الناس: لعله رأى نفس الأجساد المدفونة في القبور، وهذا ليس بشيء، لكن عيسى صعد إلى السماء بروحه وجسده، وكذلك قد قيل في إدرس، وأما إبراهيم وموسى وغيرهما فهم مدفونون في الأرض".
وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٣١٧): "والذي رآه في السماء من الأنبياء عليهم السلام إنما هو أرواحهم، إلا عيسى عليه السلام، فإنه رفع بجسده إلى السماء" [وانظر: المحلى (١/ ٤٤)، وإبطال التأويلات (١/ ١٢٣)، وزاد المعاد (٣/ ٤٠ - ٤١)، والروح (٦٦) كلاهما لابن القيم، والفتح (٧/ ١١٠، ٢١٢)].

<<  <   >  >>