للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذا أنكر أهل العلم هذه اللفظة على شريك وعدوها من أخطائه، وممن أنكر ذلك: الخطابي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي والقاضي عياض والنووي (١) وابن القيم (٢).

قال القاضي عياض عن هذه اللفظة: "هو غلط لم يوافق عليه" (٣).

قال الحافظ: "وفي دعوى التفرد نظر، فقد وافقه كثير بن خنيس -بمعجمة ونون، مصغر- عن أنس، كما أخرجه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في كتاب المغازي من طريقه" (٤).

وقد خرَّج هذه اللفظة ابن كثير وابن حجر على أن المجيء كان مرتين:

الأول: قبل أن يوحى إليه، فكانت تلك الليلة، ولم يكن فيها شيء.

والثاني: بعد أن أُوحي إليه، وحينئذٍ وقع شق الصدر ثم الإسراء والمعراج.

وقبل ذكر كلامهما أسوق ما يتعلق بهذه اللفظة من الحديث، حتى يتضح مأخذهما منه: حدَّث شريك عن أنس: (ليلة أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مسجد الكعبة، أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه، وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى، فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته ... ).


= الباري (١٣/ ٤٨٠).
(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٤٨٠)، وكشف المشكل (٣/ ٢١٢).
(٢) انظر: زاد المعاد (١/ ٩٩ - ١٠٠).
(٣) إكمال المعلم (١/ ٤٩٧).
(٤) فتح الباري (١٣/ ٤٨٠).

<<  <   >  >>