للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما استدلوا بما حصل من المراجعة بين موسى ونبينا عليهما الصلاة والسلام، فقالوا: إن ذلك يناسب كون موسى في السابعة (١).

وقد أُجيب عن هذا: بأن المراجعة إنما وقعت من موسى عليه السلام لأنه كان له أمة عظيمة، عالجهم أشد المعالجة، وكان عليهم في دينهم آصارٌ وأثقال، فلهذا تفرد بمخاطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك دون إبراهيم عليه السلام (٢).

وقد حاول ابن حجر الجمع بين الروايات فقال: "إن موسى كان في حالة العروج في السادسة، وإبراهيم في السابعة، على ظاهر حديث مالك بن صعصعة، وعند الهبوط كان موسى في السابعة ... ويحتمل أن يكون لقي موسى في السادسة فأُصعد معه إلى السابعة، تفضيلًا له على غيره من أجل كلام الله تعالى" (٣).

وبنحو هذا الجمع قال النووي (٤)، وهو جمع محتمل لكنه يفتقر إلى دليل، والله أعلم.

ثامنًا: قوله بعد ذكر السماء السابعة: (ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهى).

قال ابن حجر: "كذا وقع في رواية شريك، وهو مما خالف فيه غيره، فإن الجمهور على أن سدرة المنتهى في السابعة (٥)، وعند بعضهم في السادسة (٦) " (٧).


(١) انظر: فتح الباري لابن رجب (٢/ ٣١٩)، وفتح الباري لابن حجر (١٣/ ٤٨٢).
(٢) انظر: فتح الباري لابن رجب (٢/ ٣١٩).
(٣) فتح الباري (١٣/ ٤٨٢).
(٤) انظر: شرح النووي على مسلم (٢/ ٥٧٦).
(٥) كما يدل على ذلك باقي روايات الإسراء، وانظر: عارضة الأحوذي (١٢/ ١١٩)، وشرح النووي على مسلم (٣/ ٥)، وإكمال إكمال المعلم (١/ ٥٣٧)، وفتح الباري (٧/ ٢١٣).
(٦) لِما ثبت عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "لما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة" أخرجه مسلم (٣/ ٥) ح (١٧٣).
(٧) فتح الباري (١٣/ ٤٨٣)، وانظر: (١٣/ ٤٨٥)، وفتح الباري لابن رجب (٢/ ٣١٨).

<<  <   >  >>