للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثير (١)، وابن الوزير (٢)، والقسطلاني (٣)، والمعلمي (٤)، واستحسنه القرطبي (٥).

قال ابن حبان: "كان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها، وكان موسى غيورًا، فرأى في داره رجلًا لم يعرفه، فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورة التي خلقه الله عليها ... ولمَّا كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل دارَه بغير إذنه، أو الناظر إلى بيته بغير أمره، من غير جناح على فاعله، ولا حرج على مرتكبه، للأخبار الجمة الواردة فيه ... كان جائزًا اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى بإسقاط الحرج عمَّن فقأ عين الداخل دارَه بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحًا له، ولا حرج عليه في فعله، فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من موسى فيه، أمره ثانيًا بأمر آخر، أمر اختبار وابتلاء ... فلما علم موسى كليم الله صلى الله على نبينا وعليه أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل، وقال: الآن.

فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به" (٦).


(١) انظر: البداية والنهاية (١/ ٢٩٦).
(٢) انظر: العواصم والقواصم (٨/ ٣٦٩ - ٣٧٠)، والروض الباسم (٢/ ٤٧٧).
(٣) انظر: إرشاد الساري (٣/ ٤٢٥)، والقسطلاني هو: الإمام أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني الأصل المصري الشافعي، ولد ونشأ بمصر كان من علماء الحديث، توفي رحمه الله سنة (٩٢٣ هـ) له عدة مؤلفات من أشهرها وأهمها: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. [انظر: شذرات الذهب (٨/ ١٢١)، والبدر الطالع (١/ ١٠٢)، والأعلام (١/ ٢٣٢)]
(٤) انظر: الأنوار الكاشفة (٢١٩ - ٢٢٠).
(٥) انظر: المفهم (٧/ ٢٢١).
(٦) صحيح ابن حبان (١٤/ ١١٥ - ١١٦).

<<  <   >  >>