للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإفضال وجهًا حسنًا يحسم مادة الإشكال، وهو أن موسى عرف ملك الموت، وأنه جاء لقبض روحه، لكنه جاء مجيء الجازم بأنه قد أُمر بقبض روحه من غير تخيير، وعند موسى ما قد نصَّ عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- من أن الله تعالى (لا يقبض روح نبيٍّ حتى يخيره) (١)، فلما جاءه على غير الوجه الذي أُعلم به، بادر بشهامته وقوة نفسه إلى أدب ملك الموت، فلطمه فانفقأت عينه، امتحانًا لملك الموت، إذ لم يُصرِّح له بالتخيير، ومما يدل على صحة هذا: أنه لما رجع إليه ملك الموت، فخيَّره بين الحياة والموت، اختار الموت واستسلم" (٢).

* * *


(١) متفق عليه من حديث عائشة: البخاري (٤/ ١٦١٢ - ١٦١٣) ح (٤١٧١، ٤١٧٢)، ومسلم (١٥/ ٢١٧ - ٢١٨) ح (٢٤٤٤).
(٢) المفهم (٦/ ٢٢١).

<<  <   >  >>