للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوَّز هذا ابن فورك (١)، وابن عقيل (٢)، والنووي (٣)، واستحسنه المازري (٤).

قال ابن عقيل: "يجوز أن يكون قد أُذن له في ذلك الفعل، وابتلي ملك الموت بالصبر عليه، كقصة الخضر مع موسى" (٥)، حيث أُمر بالصبر على ما يصنع الخضر.

القول الرابع: أن هذا على طريق التوسع والتجوّز في الكلام، والمراد به: أن موسى عليه السلام ناظره فغلبه في الحجة، فقوله: (فقأ عينه) أي: أبطل حجته.

ذكر هذا ابن فورك ومال إليه (٦).

القول الخامس: أن موسى لطم ملك الموت وهو يعرفه، وفعل ذلك لأن ملك الموت جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره، وكان من علم موسى أن الأنبياء لا تُقبض حتى تُخيَّر.

وإلى هذا ذهب القرطبي، حيث قال: "قد أظهر لي ذو الطَوْل


(١) انظر: مشكل الحديث (٤٣٤).
(٢) هو العلامة البحر شيخ الحنابلة أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الحنبلي المتكلم، صاحب التصانيف، كان يتوقد ذكاءً, وكان صاحب معارف وفضائل، إلا أنه انحرف عن السنة ووافق المعتزلة في عدة بدع، من أشهر مصنفاته: كتاب الفنون، توفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (٥١٣). [انظر: طبقات الحنابلة (٣/ ٤٨٢)، والسير (١٩/ ٤٤٣)، والعبر (٢/ ٤٠٠)، وشذرات الذهب (٤/ ٣٥)].
(٣) نقل ذلك عنه ابن حجر في الفتح (٦/ ٤٤٢).
(٤) انظر: المعلم (٣/ ١٣٣).
(٥) نقل ذلك عنه ابن الجوزي في كشف المشكل (٣/ ٤٤٤)، وابن حجر في فتح الباري (٦/ ٤٤٣)، وانظر: المفهم (٦/ ٢٢١).
(٦) انظر: مشكل الحديث (٤٣٤)، والمعلم (٣/ ١٣٢ - ١٣٣)، والمفهم (٦/ ٢٢١)، والفتح (٦/ ٤٤٢).

<<  <   >  >>