للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسفاريني (١)، وسليمان بن عبد الله (٢)، وغيرهم (٣)، وذكره ابن الجوزي وجهًا من أوجه الجمع (٤).

قال النووي بعد ذكره لحديث أنس -رضي الله عنه-: (لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله الله)، وحديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) قال: "وأما الحديث الآخر: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة) فليس مخالفًا لهذه الأحاديث، لأن معنى هذا: أنهم لا يزالون على الحق حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها، فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب، والله أعلم" (٥).

وقال ابن حجر بعد ذكره لحديث أنس المتقدم: "والجمع بينه وبين حديث: (لا تزال طائفة): حمل الغاية في حديث: (لا تزال طائفة) على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن ومسلم، فلا يبقى إلا الشرار، فتهجم الساعة عليهم بغتة" (٦).

القول الثاني: أن الساعة كما أنها تقوم على الأشرار فهي تقوم أيضًا على الأخيار، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ... )، وأما التنصيص


= والأدب، برزنجي الأصل، ولد وتعلم بشهرزور ورحل إلى عدة بلدان ثم استقر بالمدينة فتصدَّر للتدريس، توفي رحمه الله سنة (١١٠٣ هـ) له كتب منها: الإشاعة لأشراط الساعة، وأنهار السلسبيل في شرح تفسير البيضاوي. [انظر: الأعلام (٦/ ٢٠٣)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٢٩٢)].
(١) انظر: لوامع الأنوار (٢/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٢) انظر: تيسير العزيز الحميد (٣٨٠).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (١٨/ ٢٩٦)، وفتح المجيد (٣١٢)، وشرح العقيدة الواسطية (٢/ ٣٧٩)، والقول المفيد (١/ ٤١٣، ٤٩٥) كلاهما للعثيمين.
(٤) انظر: كشف المشكل (٤/ ١٤٢).
(٥) شرح النووي على مسلم (٢/ ٤٩٢)، وانظر: (١٣/ ٧٠).
(٦) الفتح (١٣/ ١٩)، وانظر: (١٣/ ٧٧، ٨٥، ٢٩٤).

<<  <   >  >>