للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيامة (١).

وإلى هذا ذهب القاضي عياض (٢) والنووي (٣).

القول الثالث: أن المراد بتقارب الزمان: نزع البركة منه، بحيث يصير الانتفاع من اليوم مثلًا بقدر الانتفاع من الساعة الواحدة.

وإلى هذا ذهب الخطابي (٤)، وابن الأثير (٥)، والعراقي (٦)، وابن حجر، وهو ظاهر صنيع ابن كثير حيث عنون لهذا الحديث بقوله: "إشارة نبوية إلى نزع البركة من الوقت قبل قيام الساعة" (٧).

وقال ابن حجر: "والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء، حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة"، وقال: "الذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا، فإنا نجد من سرعة مرِّ الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا" (٨).

القول الرابع: أن المراد بذلك استقصار مدته لِما يحصل من استلذاذ العيش.

وهذا مروي عن أبي سنان (٩) حيث سُئل عن معنى الحديث فقال:


(١) انظر: أعلام الحديث (٣/ ٢١٨١)، ومعالم السنن (٤/ ٣١٣)، والتذكرة (٢/ ٣٦٤)، وطرح التثريب (٤/ ٢٨)، والفتح (٢/ ٥٢٢).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٨/ ١٦٦).
(٣) انظر: شرح النووي على مسلم (١٥/ ٤٦٣).
(٤) انظر: معالم السنن (٤/ ٣١٣).
(٥) انظر: جامع الأصول (١٠/ ٤٠٩).
(٦) انظر: طرح التثريب (٤/ ٢٨).
(٧) النهاية (١/ ٢٣٤).
(٨) الفتح (١٣/ ١٦)، وانظر: (١٣/ ١٧).
(٩) هو عيسى بن سنان الحنفي، أبو سنان القسملي الفلسطيني، روى عن وهب بن منبه ويعلى بن شداد والضحاك بن عبد الرحمن وغيرهم، وعنه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وعيسى بن يونس وآخرون، وهو من أهل العلم، لكنه في رواية =

<<  <   >  >>