للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك من استلذاذ العيش (١)، قال الخطابي معقبًا على كلامه: "يريد -والله أعلم- زمان خروج المهدي ووقوع الأَمَنَة في الأرض بما يبسطه من العدل فيها، فيُستلذ العيش عند ذلك، وتُستقصر مدته، ولا يزال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت وامتدت، ويستطيلون أيام المكروه وإن قصرت وقلَّت" (٢).

القول الخامس: أن المراد: تقارب أحوال أهله في قلة الدين، حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، لغلبة الفسق وظهور أهله.

وإلى هذا ذهب ابن بطال (٣)، والقرطبي (٤)، وغيرهما (٥)، وذكر ابن حجر أنه اختيار الطحاوي (٦).

القول السادس: ما ذهب إليه بعض العلماء المعاصرين من أن المراد بتقارب الزمان ما هو حاصل في هذا العصر من تقارب ما بين المدن


= الحديث قد حكم عليه أكثر أئمة الجرح والتعديل بالضعف، فقد ضعفه الإمام أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: ضُعف ولم يُترك، وقال ابن حجر: لين الحديث. [انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٦/ ٣٩٦)، وشرح مشكل الآثار (تحفة ٩/ ٤٣٥)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/ ٢٧٧)، والثقات لابن حبان (٧/ ٢٣٥)، والكاشف للذهبي (٢/ ٣٠٥)، وتهذيب التهذيب (٨/ ١٨٣)، وتقريب التهذيب (١/ ٧٧٠)].
(١) انظر: شرح مشكل الآثار (تحفة ٩/ ٤٣٥ - ٤٣٦)، وغريب الحديث للخطابي (١/ ٩٤)، وكشف المشكل (٤/ ٢٠٣)، والتذكرة (٢/ ٣٦٤).
(٢) غريب الحديث (١/ ٩٤)، وانظر: مختصر سنن أبي داود (٦/ ١٤٢).
(٣) انظر: شرح صحيح البخاري (١٠/ ١٣).
(٤) انظر: التذكرة (٢/ ٤٨١).
(٥) انظر: أعلام الحديث (٣/ ٢١٨٢)، والكواكب الدراري المشهور بشرح الكرماني (٦/ ١٢٣)، والفتح (٢/ ٥٢٢).
(٦) انظر: الفتح (١٣/ ١٧)، وقارن بين هذا وبين ما في شرح مشكل الآثار (تحفة ٩/ ٤٣٥ - ٤٣٦).

<<  <   >  >>