للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(بفضل رحمته إياهم) " (١).

وهذا معنى قول الإمام أحمد: "هو يُرجى لأبويه، كيف يُشك فيه؟ " (٢).

وقال النووي: "هذه الأحاديث دليل على كون أطفال المسلمين في الجنة" (٣).

وقال ابن القيم: "هذه الأحاديث أكثرها في الصحيح، وكلها صحيحة، وهذا القول في أطفال المسلمين هو المعروف من قواعد الشرع، حتى إن الإمام أحمد أنكر الخلاف فيه، وأثبت بعضهم الخلاف، وقال: إنما الإجماع على أولاد الأنبياء خاصة" (٤).

من خلال ما تقدم، يتضح وجه إشكال حديث المسألة، حيث استشكله أهل العلم لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر على عائشة حكمها على ذلك الصبي بالجنة فقال: (أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم)، فظاهر هذا الإنكار يخالف ما ذهب إليه الجمهور، وحُكي الإجماع عليه، وهو مقتضى الأدلة المتقدمة من أن أطفال المؤمنين في الجنة!

* * *


(١) التمهيد (٦/ ٣٤٨)، وانظر: (١٨/ ١١٣)، والاستذكار (٨/ ٣٩٥)، والتذكرة (٢/ ٣٢٩)، والفتح (٣/ ١٢٤، ٢٤٤).
(٢) أهلل الملل (١/ ٦٨)، وانظر: المنتخب من العلل (٥٣)، وأحكام أهل الذمة (٢/ ١٠٧٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٦/ ٤٢١).
(٤) أحكام أهل الذمة (٢/ ١٠٨٣).

<<  <   >  >>