للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حال متبوعه، وبما جرى له به القلم في الأزل من السعادة أو الشقاوة، وكان إنكار النبي -صلى الله عليه وسلم- القطع به في حديث عائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها، لهذا المعنى، فنقول بما ورد في الكتاب والسنة في جملة المؤمنين وذرياتهم، ولا نقطع القول: به في آحادهم لما ذكرنا، وفي هذا جمع بين جميع ما ورد في هذا الباب، والله أعلم" (١).

وقال ابن القيم: "هذا الحديث يدل على أنه لا يُشهد لكل طفل من أطفال المؤمنين بالجنة، وإن أُطلق على أطفال المؤمنين في الجملة أنهم في الجنة، لكن الشهادة للمعين ممتنعة، كما يُشهد للمؤمنين مطلقًا أنهم في الجنة، ولا يشهد لمعين بذلك، إلا من شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذا وجه الحديث الذي يُشكل على كثير من الناس" (٢).

وقال الشيخ ابن باز بعدما قرر صحة الحديث: "المقصود من هذا منعها أن تشهد لأحد معين بالجنة أو النار، ولو كان طفلًا، لأن الطفل تابع لوالديه، وقد يكونان ليسا على الإسلام وإن أظهراه، فالإنسان قد يظهر الإسلام نفاقًا، ومن مات على الصغر وليس ولدًا للمسلمين، وإنما لغيرهم من الكفار، فإنه يمتحن يوم القيامة على الصحيح.

والحاصل أنه لا يشهد لمعين بجنة ولا نار، إلا من شهد له الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذه قاعدة أهل السنة والجماعة، فإنكار النبي -صلى الله عليه وسلم- على عائشة لأنها شهدت بالتعيين، هذا هو الصواب، وهذا وجه الحديث" (٣).

* * *


(١) الاعتقاد (٩١).
(٢) طريق الهجرتين (٧٠١)، وانظر: بدائع الفوائد (٣/ ١٢٣)، وشفاء العليل (١/ ٦٦).
(٣) فتاوى نور على الدرب، من أجوبة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز (١/ ١٢٣ - ١٢٤) بشيء من التلخيص.

<<  <   >  >>