للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن يكرمه الله؟ فقال: (أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي)، قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا (١).

قال ابن القيم: "وسر المسألة: الفرق بين المعين والمطلق في الأطفال والبالغين، والله أعلم" (٢).

وأما المسلك الأول: وهو تضعيف الحديث، لأنه مما انفرد به طلحة بن يحيى، وهو ضعيف، فالجواب عنه: أن طلحة لم ينفرد به، بل تابعه عليه فضيل بن عمرو -وهو ثقة (٣) - كما عند مسلم (٤)، وهو ما أشار إليه ابن عبد البر نفسه حيث قال: "ورواه عن طلحة بن يحيى جماعة بإسناده ومعناه، وزعم قوم أن طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث، وليس كما زعموا، وقد رواه فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة، كما رواه طلحة بن يحيى سواء" (٥).

ولكن جاء عن الإمام أحمد أنه قال عن هذا الطريق: "ما أراه إلا سمعه من طلحة" (٦)، فرد الحديث إلى طلحة بن يحيى، فإن ثبت هذا صحَّ القول: بالتفرد.

وجاء للحديث متابعة ثالثة عند أبي داود الطيالسي، من طريق قيس بن الربيع عن يحيى بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة عن عائشة -رضي الله عنها- (٧)، لكنها لا تصح (٨).


(١) صحيح البخاري (١/ ٤١٩) ح (١١٨٦).
(٢) بدائع الفوائد (٣/ ١٢٣).
(٣) انظر: التقريب (٢/ ١٥).
(٤) وهي الرواية الثانية التي تقدم ذكرها في المطلب الأول.
(٥) التمهيد (١٨/ ١٠٥)، وانظر: الاستذكار (٨/ ٣٩٣)، وقوله هذا يخالف ما قاله أولًا من أن طلحة تفرد به.
(٦) العلل للإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (٢/ ١٢)، وانظر: الضعفاء للعقيلي (٢/ ٢٢٦).
(٧) المسند (٣/ ١٥٢) ح (١٦٧٩).
(٨) ففي سندها قيس بن الربيع الأسدي، وهو ضعيف، قال فيه ابن حجر في التقريب (٢/ ٣٣): "صدوق تغيَّر لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به"، =

<<  <   >  >>