للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجرًا واحدًا، وأن المصيب يؤجر أجرين" (١).

وقال ابن حجر الهيتمي (٢): "اعلم أن الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة: أنه يجب على كل أحد تزكية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم، والكف عن الطعن فيهم، والثناء عليهم، فقد أثنى الله -سبحانه الله وتعالى- عليهم في آيات من كتابه" (٣).

إذا تبين هذا وهو دلالة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة (٤) على تفضيل الصحابة والشهادة لهم بأنهم خير القرون، فما الجواب عن هذه الأحاديث الكثيرة التي تنص على ارتداد بعض الصحابة على أعقابهم؟ خاصة وأن بعض أهل البدع كالرافضة (٥) ومن سلك سبيلهم قد تمسكوا بهذه


(١) فتح الباري (١٣/ ٣٤).
(٢) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري الشافعي، عالم فقيه، تلقى العلم في جامع الأزهر، وبرع في علوم كثيرة كالفقه والأصول والفرائض والحساب والنحو والكلام، له مؤلفات كثيرة منها: الصواعق المحرقة، والزواجر عن اقتراف الكبائر، توفي بمكة سنة (٩٧٣). [انظر: شذرات الذهب (٨/ ٣٧٠)، والبدر الطالع (١/ ١٠٩)، والأعلام (١/ ٢٣٤)].
(٣) الصواعق المحرقة (٦٠٣).
(٤) انظر للاستزادة من أقوال أهل العلم في تفضيل الصحابة وتوقيرهم: الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم الأصبهاني (٣٧٣)، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني (٢٩٤)، والتمهيد لابن عبد البر (٢٢/ ٤٧)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٦/ ٢٩٩)، والروض الباسم لابن الوزير (١/ ١٠٣)، وقطر الولي للشوكاني (٢٩٢)، والانتصار للصحابة الأخيار للشيخ عبد المحسن العباد البدر (١٣٣ - ١٣٩)، وعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- للدكتور ناصر بن علي عائض حسن الشيخ (١/ ٩٦ - ١١١)، وفيهما نقول كثيرة عن أهل العلم.
(٥) الرافضة: اسم يطلق على كل من رفض إمامة الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وكان =

<<  <   >  >>