وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في بعض الروايات:(أصحابي أصحابي)، فقد أجاب عنه بعضهم بأن المراد: مطلق المؤمنين به -صلى الله عليه وسلم- المتبعين له، وليس المراد ما هو معروف شرعًا من هذا اللفظ، وهذا كما يقال لمقلدي أبي حنيفة: أصحاب أبي حنيفة، ولمقلدي الشافعي: أصحاب الشافعي، وهكذا، وإن لم يكن هناك رؤية واجتماع، وكذا يقول الرجل للماضين الموافقين له في المذهب: أصحابنا، مع أن بينه وبينهم عدة من السنين.
ومعرفته -صلى الله عليه وسلم- لهم مع عدم رؤيتهم في الدنيا بسبب أمارات تلوح عليهم، وجذبهم إلى ذات الشمال تأديبًا لهم وعقابًا لهم على معاصيهم (١).