للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنهم صحابة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الذين كانوا معه، نعم، يصدق ذلك على أكثر بني حنيفة وبني تميم الذين تشرفوا بزيارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لما جاؤوا إليه وفودًا، فإنهم ابتلوا بهذا البلاء فخابوا وخسروا" (١).

وقال أيضًا: "وأما قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في الروايات ... (أصحابي) فقد ثبت لهم الصحبة، لأنهم اجتمعوا مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مؤمنين به، فظن أنهم بقوا على إيمانهم، فقال: (أصحابي) فرد الله عليه بأن هؤلاء انسلخ عنهم اسم الصحبة، لأنهم ارتدوا بعد ذلك في زمن خلافة أبي بكر، وأنت لا تدري بذلك، إذ الصحابي هو: من اجتمعِ بك مؤمنًا بك ومات على الإيمان، فلما علم النبي ذلك قال: (سحقًا سحقًا) أي: لأنهم ليسوا من صحابته" (٢).

ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضًا من كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين، فإنهم يحشرون مع المؤمنين يوم القيامة، كما في الحديث المتفق عليه: (وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها)، فيناديهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مستصحبًا لحالهم التي فارقهم عليها في الدنيا.

وقد قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (١٠١)} [التوبة: ١٠١].


= علامة نسابة متكلم، من علماء العراق، ولد ببغداد وتوفي في بريدة (بنجد) عائدًا من الحج سنة (١٢٤٦) له مؤلفات منها: سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب، والصارم الحديد. [انظر: الأعلام (٦/ ٤٢)، ومعجم المؤلفين (٣/ ١٤٤)].
(١) الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد (٨٨٨) تحقيق الدكتور جازي الجهني، رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية، لم تطبع بعد.
(٢) الصارم الحديد (٨٩٥ - ٨٩٦).

<<  <   >  >>