للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متفق عليه (١).

- مشروعية السلام على أهل القبور بصيغة الخطاب للحاضر، وهذا ثابت في أحاديث كثيرة، كحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)، رواه مسلم (٢).

قال ابن تيمية: "فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع" (٣).

وقال الشنقيطي: "وخطابه -صلى الله عليه وسلم- لأهل القبور بقوله: (السلام عليكم)، وقوله: (وإنا إن شاء الله بكم) ونحو ذلك يدل دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه، لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم" (٤).

٣ - وذهب آخرون إلى أن الأصل عدم السماع، وأما حديث القليب وغيره مما ورد فهو مستثنى من هذا الأصل، فيكون من قَبِيْل تخصيص العموم، وهذا ما ذهب إليه قتادة والقاضي أبو يعلى (٥)، والمازري، وابن عطية (٦)، وابن الجوزي (٧)، وأبو عبد الله القرطبي، والشوكاني (٨)، والآلوسي (٩)، وابنه نعمان (١٠)، .........................................................


(١) البخاري: (١/ ٤٦٢) ح (١٣٠٨)، ومسلم (١٧/ ٢٠٨) ح (٢٨٧٠).
(٢) تقدم تخريجه ص (٦٦١ - ٦٦٢).
(٣) مجموع الفتاوى (٢٤/ ٣٦٣)، وانظر: الروح لابن القيم (١٥ - ١٦، ٦٨)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ٦٩٧، ٦٩٩).
(٤) أضواء البيان (٦/ ٤٢٥ - ٤٢٦).
(٥) نقل ذلك عنه ابن رجب في أهوال القبور (١٣٣).
(٦) انظر: المحرر الوجيز (١٢/ ١٣٠)، و (١٣/ ١٦٩).
(٧) انظر: كشف المشكل (١/ ١٤٨)، والفروع لابن مفلح (٢/ ٣٠٢).
(٨) انظر: فتح القدير (٤/ ١٥١).
(٩) انظر: روح المعاني (٢١/ ٥٧ - ٥٨).
(١٠) وقد ألَّف رسالةً في هذا بعنوان: "الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند =

<<  <   >  >>