للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[صفة رفع اليدين عند الدعاء والحكمة في ذلك]-

(٦) باب الاستسقاء بالصالحين ومن ترجى بركتهم

(١٧٢٥) عن سالمٍ عن أبيه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال ربَّما ذكرت قول الشَّاعر وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، على المنبر يستسقي فما ينزل حتَّى


ويعمل فيما سواها بمقتضى النفي، وتكون الأحاديث الواردة في الرفع في غير الاستسقاء أرجح من النفي المذكور في حديث أنس، إما لأنها خاصة فيبني العام على الخاص، أو لأنها مثبتة وهي أولى من لنفي، وغاية ما في حديث أنس أ، هـ نفى الرفع فيما يعلمه، ومن علم حجة على من لم يعلم أهـ. ونقل، الحافظ عن النووي أنه قال- قال العلماء السنة في كل دعاء لرفع البلاء أن يرفع يديه جاعلاً ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء، وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء أهـ. قال الحافظ (وقال غيره) الحكمة في الإشارة بظهور الكفين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهرًا لبطن كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسئول، وهو يزول السحاب إلى الأرض أهـ (قلت) وحجة العلماء في القول يجعل الأكف إلى السماء إذا دعا بسؤال شيء وتحصيله ما رواه أبو داود في باب الدعاء من قوله صلى اله عليه وسلم "إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها" (وفي الأحاديث التي ذكرناها في الشرح) استحباب رفع الناس أيديهم مع الإمام عند الدعاء (وفيها أيضًا) استحباب الدعاء بالأدعية المأثورة التي وردت فيها والله أعلم.
(١٧٢٥) عن سالم عن أبيه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل وهو عبد الله بن عقي ثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ثنا سالم عن أبيه "الحديث" (غريبه) (١) هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي صلى الله عليه وسلم (٢) لعله يشير إلى قصة وقعت في الإسلام خضرها هو لا مجرد ما دل عليه شعر أبي طالب، وهي ما رواه البيهقي في الدلائل من رواية مسلم الملائي عن أنس رضي الله عنه، قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يغط، ثم أنشد شعرًا يقول فيه.
وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وابن فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال اللهم اسقنا "الحديث" وفيه جاء أهل البطانة يصيحون الغرق الغرق، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>