للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رفع رأسه فنظر إليه وتبسم فقال أباهر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت فقلت صدقت يا رسول الله قال فاقعد فاشرب قال فقعدت فشربت ثم قال لي اشرب فشربت فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد لها في مسلكا قال ناولني القدح فرددت اليه القدح فشرب من الفضلة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

(٦٢) (كتاب الفقر والغنى)

(باب الترغيب في الفقر مع الصلاح) (عن ابي أمامة) (١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أغبط أوليائي (وفي رواية ان اغبط الناس) عندي (٢) مؤمن خفيف الحاذ (٣) ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وكان في الناس غامضا (٤) لا يشار إليه بالأصابع (٥) فعجلت منيته (٦) وقل تراثه وقلت بواكيه (عن البراء السليطي) (٧) عن نقادة الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث نقادة الأسدي إلى رجل يستمنحه (٨) ناقة له وأن الرجل رده فأرسل به إلى رجل آخر سواه فبعث إليه بناقة فلما أبصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بها نقادة يقودها قال اللهم بارك فيها وفيمن أرسل بها قال نقادة يا رسول الله وفيمن جاء بها قال وفيمن جاء بها


إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشربها وكأنه يقول في نفسه ما خشيته قد وقع وفهم النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك فنظر إليه وتبسم وقال له بقيت أنا وأنت ومعناه أن نصيبنا هذه الفضلة القليلة ثم أمره بالجلوس وأذن له أن يشرب فشرب وأبان القدح عن فيه ليشرب النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له في الشرب ثانية وثالثة وهكذا حتى أقسم أبو هريرة أنه لم يجد لها مسلكا ومعناه أنه شرب حتى روى وشبع وامتلأ بطنه وفي هذا الحديث دلالة على شدة عطفه صلى الله عليه وسلم على الفقراء ومواساتهم وايثارهم على نفسه وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد بارك الله في الشيء القليل حتى أشبع جميع القوم وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث لم يشرب إلا آخر القوم وفيه غير ذلك والله أعلم (تخريجه) (خ ك) وغيرهما (باب) (١) (سنده) حدثنا وكيع ثنا علي بن صالح عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الخ (غريبه) (٢) اي أحسنهم جمالا (٣) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة أي قليل المال خفيف الظهر من العيال (ذو حظ من صلاة) (وفي رواية من الصلاة) أي ذو راحة من مناجاة الله فيها واستغراقه في المشاهدة ومنه حديث (ارحنا يابلال بالصلاة) (٤) أي مغمورا غير مشهور (٥) أي لا يشير الناس إليه بأصابعهم وفيه بيان وتقرير لمعنى الغموض (٦) أي سلت روحه بالتعجيل لقلة تعلقه بالدنيا وغلبة شغفه بالآخرة (وقل تراثه) أي ميراثه وماله الذي خلفه (وقلت بواكيه) أي لقلة عياله وهوانه على الناس وعدم احتفالهم به (تخريجه) (مذ جه ك) وفي اسناده علي بن يزيد ضعيف (٧) (سنده) حدثنا يونس وعفان قالا ثنا غسان بن برزين ثنا سيار بن سلامة الرباحي عن البراء السليطي الخ (غريبه) (٨) أي يطلب منه أن يمنحه ناقة أي يعطيه الانتفاع

<<  <  ج: ص:  >  >>