للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كتاب الايمان والاسلام ٥٨]-

٢ - كتاب الإيمان والإسلام

(١) باب فيما جاء فى فضلهما

(١) عن ابى هريرة رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اى الاعمال خير قال ايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم أي


كتاب الإيمان والإسلام
الايمان معناه لغة التصديق، والاسلام معناه لغة الانقياد والاذعان، ومعناه شرعا جاء فى حديث جبريل المشهور الذى رواه الامام احمد والشيخان وغيرهم، وفيه ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم أجاب جبريل عليه السلام حين سأله عنهما بقوله، الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا {والايمان} أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر كله خيره وشره، وقد اختلف العلماء فى معنى الايمان والاسلام هل هما متغايران او متحدان فذهب المحققون الى انهما متغايران وذهب بعض المحدثين والمتكلمين وجمهور المعتزلة الى ان الايمان هو الاسلام والاسمان مترادفان شرعا {قال الامام} ابو سليمان احمد بن محمد بن ابراهيم الخطابى البستى رحمه الله تعالى فى كتابه معالم السنن ما اكثر ما يغلط الناس فى هذه المسألة {فأما الزهرى} فقال الاسلام الكلمة والايمان العمل واحتج بالاية يعنى قوله تعالى (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان فى قلوبكم) وذهب غيره الى ان الاسلام والايمان شئ واحد واحتج بقوله تعالى (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) قال والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام فى هذا ولا يطلق وذلك ان المسلم قد يكون مؤمنا فى بعض الاحوال ولا يكون مؤمنا فى بعضها، والمؤمن مسلم فى جميع الاحوال، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، واذا حملت الامر على هذا استقام لك تأويل الآيات واعتدل القول فيهما ولم يختلف شئ منها قال وأصل الايمان التصديق واصل الاسلام الاستسلام والانقياد فقد يكون المرء مستسلما فى الظاهر غير منقاد فى الباطن وقد يكون صادقا فى الباطن غير منقاد فى الظاهر اهـ
(١) عن ابى هريرة {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا محمد بن بشر ثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>