ما جاء في قضاء المنذورات عن الميت- ومقدمة كتاب الأذكار
-----
(عن سعد بن عبادة) رضي الله عنه أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أمي ماتت وعليها نذر أفيجزئ عنها أن أعتق عنها؟ قال أعتق عن أمك (عن ابن عباس) رضي الله عنهما أن امرأة نذرت أن تحج فماتت فأتى أخوها النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك، فقال أرأيت لو كان على أختك دين أكنت قاضية؟ قال نعم، قال فاقضوا لله عز وجل فهو أحق بالوفاء
كتاب الأذكار والدعوات
عن عبيد الله عن ابن عباس أن سعد بن عبادة الخ (قلت) ولم يعين في الحديث النذر المذكور فقيل كان صياما، وقيل كان عتقا وقيل صدقة، وقيل نذرا مطلقا أو معينا عند سعد والله أعلم (تخريجه) (ق لك د نس) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا سليمان بن كثير أبو داود عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن سعد بن عبادة الخ (غريبة) الظاهر أن نذر أم سعد كان عتقا لقوله أفيجزيء عنها أن أعتق عنها فيكون هذا الحديث مبينا لما أبهم في الحديث مبينا لما أبهم في الحديث الذي قبله (قال الحافظ) ويستحمل أن تكون نذرت نذرا مطلقا غير معين فيكون في الحديث حجة لمن أفتى في النذر المطلق بكفارة يمين، والعتق أعلى كفارات الأيمان فلذلك أمره أن يعتق عنها اهـ والله أعلم (تخريجه) (نس لك) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس الخ (غريبة) لم تسم هذه المرأة في رواية البخاري (فأتى رجل) قال القسطلاني هو عقبة بن عامر الجهني اهـ، فعلم من ذلك أن المرأة المذكورة هي أخت عقبة بن عامر استدل به على أن حق الله عز وجل مقدم على دين الآدمي وهو أحد أقوال الشافعية، وقيل بالعكس وقيل هما سواء، والجمهور على أنه إذا اجتمع حق الله عز وجل وحق العباد يقدم حق العباد، وأجابوا عن هذا الحديث بأن إذا كنت تراعي حق الناس فلأن تراعي حق الله كان أولى، ولا دخل فيه للتقديم والتأخير إذ ليس معناه أحق بالتقديم والله أعلم (تخريجه) (خ وغيره) (كتاب الأذكار والدعوات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) المراد بالذكر هنا الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات، وهي سبحان الله، والحمد لله ولا اله إلا الله، والله أكبر وما يتلحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار ونحو ذلك والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله أيضا ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه: كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنقل بالصلاة، ثم الذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه، وإن إنضاف إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل، فإن إنضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائض عنه ازداد كمالا، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالا، فإن صحح التوبة وأخلص لله تعالى في ذلك فهو أبلغ الكمال قاله الحافظ (وقال