للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٩٧ -

ما جاء في فضل الذكر مطلقا- وشرح حديث كل أمر ذي بال الخ

-----

(باب ما جاء في فضل الذكر مطلقا والاجتماع عليه)

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال أقطع (عن معاذ بن جبل) رضي


النووي في الأذكار أعلم أن فضيلة الذكر منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى، كذا قال سعيد بن جبير وغيره من العلماء، وقال عطاء رحمه الله مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا اهـ (تنبيه) اعلم هداني الله وإياك لطاعته أن ما جاء في هذا الكتاب (أعني كتاب الأذكار والدعوات) ليس كل ما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى من الأذكار، فقد جاء فيه أذكار كثيرة وضعتها في كتب أخرى لتعلقها بها كأذكار الوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك ليسهل تناولها على الطالب، وما ليس له تعلق بكتب مخصوصة جعلته مستقلا في هذا الكتاب مرتبا على الأبواب لتسييره على الطلاب فتنبه لذلك والله الموفق (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ابن آدم ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبة) أو للشك من الراوي يشك هل قال كل كلام أو كل أمر والمشهور في الرواية الأخيرة، وهو أعم من الكلام لأنه قد يكون فعلا، ولذا جاء بلفظ (كل أمر) في أكثر الروايات، قال ابن البنكي رجمه الله والحق أن بينهما عموم وخصوص من وجه، فالكلام قد يكون أمرا وقد يكون نهيا وقد يكون خبرا: والأمر قد يكون فعلا وقد يكون قولا اهـ (وقوله ذي بال) أي حال شريف محترم ومهتم به شرعا كما يفيده التوين المشعر بالتعظيم (والبال أيضا القلب كأن الأمر ملك قلب صاحبه لاشتغاله به جاء في أكثر الروايات (لا يبدأ) ولم أقف على رواية (لا يفتتح) لغير الإمام أحمد (وقوله بذكر الله) هكذا في المسند، وعند أبي داود وابن ماجة البيهقي (بالحمد لله) ولأبي داود والرهاوي في الأربعين (بسم الله الرحمن الرحيم) وعنه البغوي (بحمد الله) وأعم الجميع رواية الإمام أحمد (بذر الله) فهي شاملة لكل ما ورد في هذا الباب لأنه لا يخرج عن ذكر الله عز وجل أو للشك من الراوي، وأبتر، وأقطع بمعنى واحد (وفي رواية فهو أجذم) ومعنى الجميع أي ناقص غير معتد به شرعا وقليل البركة (تخريجه) (د هق قط حب) بألفاظ مختلفة وكلهم رووه عن أبي هريرة: وفي إسناد الجميع قره بن عبد الرحمن فيه كلام، وأخرج له مسلم مقرونا بغيره: وصححه بعض الحفاظ وحسنه بعضهم، وبعضهم ضعفه، وألف فيه السخاوي جزءا وقال النجم رواه عبد القادر الرهاوي بلفظ (كل أمر ذي بال لا يبتدأ به بحمد الله والصلاة على فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز يعني ابن أبلي سلمة عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بلغه عن

<<  <  ج: ص:  >  >>