للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٩٨ -

هل الذكر أفضل أم الجهاد؟ وكلام العلماء في ذلك

-----

الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، وقال معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا بلى يا رسول الله، قال ذكر الله عز وجل (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا

أنبئكم بخير أعمالكم فذكر مثله (حدثنا عبد الله)

حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد هو يشك يعني الأعمش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله وملائكة سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى


معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي أكثرها ثوابا عند الله عز وجل يستفاد من هذا الحديث أن الذكر أفضل الأعمال وخيرها على العموم، وقد استشكل بعض أهل العلم تفضيل الذكر على الجهاد مع ورود الأدلة الصحيصة أنه أفضل الأعمال، وقد أجاب العلماء بأجوبة كثيرة، أظهرها أن ما ورد من الأحاديث المشتملة على تفضيل بعض الأعمال على بعض آخر، وما ورد منها مما يدل على تفضيل البعض المفضل عليه باختلاف الأشخاص والأحوال، فمن كان مطيقا للجهاد وقوي الأثر فيه لأفضل أعماله الجهاد، ومن كان كثير المال فأفضل أعماله الجهاد، ومن كان كثير المال فأفضل أعماله الصدقة، ومن كان غير متصف بأحد الصفحتين المذكورتين فأفضل أعماله الذكر والصلاة ونحو ذلك، وتقدم مثل هذا الجمع في غير موضع فتدبر (تخريجه) (ك) أخرج الحاكم الجزء الأول منه موقوفا على معاذ، والجزء الثاني مرفوعا عن أبي الدرداء بسند واحد عن زياد بن أبي زياد وأبي بحرية عن أبي الدرداء، وأبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس سمع من أبي الدرداء، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، وقال المنذري رواه أحمد من حديث معاذ بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحي بن سعيد عن عبد الله بن سعيد عن زياد بن أبي زياد عن أبي بحرية عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم قال مكى وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا وذاك ما هو يا رسول الله؟ قال ذكر الله عز وجل (تخريجه) (مذ جه ك طب) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وحسنه المنذري والهيثمي وهو يؤيد حديث معاذ المتقدم (حدثنا عبد الله الخ) (غريبة) معناه أن الأعمش يشك هل قال أبو صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، ورواية الشيخين عن أبي صالح عن أبي هريرة بغير الشك أي يسيرون في الأرض ويطوفون بها فقد جاء عند مسلم بلفظ (ملائكة سيارة) وعند البخاري

<<  <  ج: ص:  >  >>