(عن أبي سعيد الخدري)(١) أن رجلا من الانصار كانت له حاجة فقال له أهله ائت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فاسأله فأتاه وهو يخطب وهو يقول من استعف اعفه الله ومن استغنى اغناه الله ومن لجأ لنا فوجدنا له أعطيناه قال فذهب ولم يسأل
(٦١)(كتاب الزهد والتقليل من الدنيا والرضا بالكفاف)
(باب الترغيب في الزهد في الدنيا وزخرفها ونعيمها)(عن أبي أمامة)(٢) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي عز وجل (٣) ليجعل لي بطحاء مكة (٤) ذهبا فقلت لا يارب اشبع يوما واجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك (عن أنس بن مالك)(٥) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مضطجع مرمل بشريط (٦) وتحت رأسه وسادة من أدم (٧) حشوها ليف فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافة فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوبا وقد اثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر؟ قال والله الا أن اكون اعلم أنك أكرم
(تخريجه) (مذ حب ك) وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (١) (سنده) حدثنا هشيم ثنا أبو بشر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الامام أحمد ورجاله ثقات وتقدم نحوه بهذا المعنى في فصل (في التعفيف في المسألة) في آخر كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة ١١١ رقم ١٦١ رواه الشيخان والثلاثة وغيرهم والظاهر أن الرجل الذي ذكره أبو سعيد في الحديث هو أبو سعيد نفسه كما يستفاد من أحاديث الفصل المشار إليه والله سبحانه وتعالى أعلم (باب) (٢) (سنده) حدثنا علي بن اسحاق ثنا عبد الله (يعني ابن المبارك) أنا يحيى بن أيوب ثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (زاد في الاصل بعد هذه الجملة) وحدثنا بهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي الخ (غريبه) (٣) معناه شاورني ربي وخيرني بين الوسع في الدنيا واختيار البلغة لزاد العقبي من غير حساب ولا عتاب قاله القارى (٤) أصل البطحاء مسيل الماء وأراد هنا عرصة مكة وصحاريها وأرضها وحجرها ورمالها (ذهبا) بدل أرضها وأحجارها ومدرها قال في اللمعت وجعلها ذهبا (إما بجعل حصاه ذهبا أو ملء مثله بالذهب) والأول أظهر وجاء في بعض الروايات جعل جبالها ذهبا اهـ (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن والقاسم هو ابن عبد الرحمن ويكني أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن زيد بن معاويه وهو شامي ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث ويكني أبا عبد الملك اهـ وكذلك ضعفه الحافظ في التقريب (٥) (سنده) حدثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٦) هكذا جاء في الأصل (على سرير مضطجع مرمل بشريط) فلفظ مضطجع وقعت معترضة بين الموصوف وصفته ومعناه أن أنسا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مرمل بشريط الخ ومعنى مرمل أي مصنوع (بشريط) الشريط حبل يفتل من الخوص (٧) بفتحتين وبضمتين أيضا وهو القياس جمع أديم