كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

القسم الرابع من الكتاب - قسم الترغيب - (كتاب الزهد والتقليل من الدنيا والرضا بالكفاف) - ج: 19 - ص: 102

على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان (١) في الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا (٢) ولنا الآخرة قال عمر بلى قال فإنه كذاك (عن أبي هريرة) (٣) قال هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا فأتاه عمر ابن الخطاب وهو في غرفة على حصير قد أثر الحصير بظهره فقال يا رسول الله كسرى يشربون في الذهب والفضة وأنت هكذا فقال صلى الله عليه وسلم إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا (عن ابن عباس) (٤) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر (رضي الله عنه) وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا نبي الله لو اتخذت فراشا أوثر (٥) من هذا فقال مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها (عن علي ابن رباح) (٦) قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول لقد اصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر مما له قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسلف (وقال غير يحيى) (٧) والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الله بن يزيد (٨) قال حدثنا موسى (٩) قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدى نبيكم صلى الله عليه وسلم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فأرغب الناس فيها

---

على وزن بريد وبرد والأديم الجلد المدبوغ (١) العبث بالتحريك اللعب يقال عبث عبثا من باب تعب لعب وعمل ما لا فائدة فيه (٢) أي لكسرى وقيصر ومن تبعها يتنعمون فيها ويتمتعون بزهرتها ونضرتها ولذتها (ولنا الآخرة) أي الأنبياء والمؤمنين ولم يقل لي مع كون السؤال عن حاله إشارة إلى أن الآخرة لأتباعه وفي بعض الروايات (انهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا) كما في الحديث التالي (تخريجه) (ق جه) من حديث عمر (٣) (عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الايلاء في الجزء السابع عشر صحيفة ٢١ رقم ٤٢ (٤) (سنده) حدثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدثنا ثابت حدثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٥) أي أوطأ وألين (تخريجه) أورده المنذري وقال رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي اهـ (قلت) وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة (٦) (سنده) حدثنا يحيى بن اسحاق قال ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح الخ (غريبه) (٧) القائل وقال غير يحيى هو الامام أحمد كما جاء في الأصل عقب قوله يستسلف (قال عبد الله بن الامام احمد) حدثني أبي قال وقال غير يحيى والله مامر الخ والمعنى أن بعض الرواة غير يحيى أحد رجال السند من مشايخ الامام احمد قال والله مامر الخ (٨) القائل حدثنا عبد الله بن يزيد هو الامام أحمد (٩) موسى هو ابن علي بضم أوله مصغرا ابن رباح اللخمى أبو عبد الرحمن أمير مصر عن أبيه وابن المنكدر وثقة النسائي وأبو حاتم (خلاصة) زاد في التهذيب وابن معين واحمد والعجلي (تخريجه) أورده الهيثمي بجميع طرقه كما هنا وقال رواه كله أحمد والطبراني روى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال الصحيح