(باب ما جاء في الترهيب من كثرة الكلام وما جاء في الصمت)(عن تميم بن يزيد)(١) مولى بني زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قال أيها الناس ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة قال فقام رجل من الانصار فقال يا رسول الله لا تخبرنا (٢) ما هما ثم قال اثنان من وقاه الله شرهما دخل الجنة حتى إذا كانت الثالثة أجلسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد يبشرنا فتمنعه؟ فقال اني اخاف ان يتكل الناس فقال ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة ما بين لحييه (٣) وما بين رجليه (عن أبي الصبهاء)(٤) قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) لا أعلمه الا رفعه قال اذا اصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر (٥) اللسان تقول اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا (عن علي بن حسين)(٦) عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ملا يعنيه
وسنده حسن (باب) (١) (سنده) حدثنا ابن نمير عن عثمان يعني ابن حكيم اخبرني تميم بن يزيد الخ (غريبه) (٢) بلفظ النهي وتخبرنا مجزوم بلا الناهية وقد أجاب الرجل في الحديث عن سبب النهي وهو قوله أني اخاف ان يتكل الناس (٣) بفتح اللام وسكون المهملة مثنى هما العظمان في جانب الفم وما بينهما هو اللسان (وما بين رجليه) فرجه ولم يصرح به استهجانا له واستحياءا لأنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من البكر في خدرها وجاء في رواية مالك انه كرر ما بين لحييه وما بين رجليه ثلاث مرات للتأكيد (قال ابن بطال) دل الحديث على أن أعظم البلايا على المرء في الدنيا لسانه وفرجه فمن وقى شرهما وقى أعظم الشر اهـ وهذا سبب تخصيصهما بالذكر والحديث معدود من جوامع الكلم (تخريجه) (لك) عن عطاء بن يسار مرسلا ورواه (خ مذ) موصولا عن سهل بن سعد والعسكري وابن عبد البر وغيرهما عن جابر (مذ حب ك) عن أبي هريرة والبيهقي وابن عبد البر والديلمي عن أنس وجاء أيضا عن أبي موسى كلهم بمعناه (٤) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا ابو الصهباء الخ (غريبه) (٥) بتشديد الفاء المكسورة أي تتذلل وتتواضع له من قولهم كفر اليهودي اذا خضع مطأطئا رأسه وانحنى لتعظيم صاحبه كذا قيل وقال في النهاية التكفير هو ان ينحني الانسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه (تخريجه) رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في شعب الايمان وابن ابي الدنيا ورواه الترمذي مرفوعا وموقوفا وقال الموقوف اصح ثم قال وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد ابن زيد وقد رواه غير واحد عن حماد بن زيد ولم يرفعوه (٦) (سنده) حدثنا موسى بن داود حدثنا عبد الله بن عمر عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن أبيه (يعني الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه احمد والطبراني في الثلاثة ورجال احمد والكبير ثقات اهـ (قلت) الحديث تقدم من طريق ثان عن الحسين أيضا في باب خصال الايمان وآياته من كتاب الإيمان في