(عن شيبة الحضرمي)(١) قال كنا عند عمر بن عبد العزيز فحدثنا عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله عز وجل من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له فاسهم الاسلام ثلاثة الصلاة (٢) والصوم والزكاة ولا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجلا قوما إلا جعله عز وجل معهم (٣) والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم لا يستر الله عز وجل عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة فقال عمر بن عبد العزيز إذا سمعتم مثل هذا الحديث من مثل عروة يرويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه
(٥٩) كتاب البر والصلة
(باب ما جاء في تعريف البر والإثم)(عن وابصة)(يعني ابن معبد)(٤) الأسدي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت اتخطاهم فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فأدنو منه فإنه أحب الناس إلي أن أدنوا منه فقال دعوا وابصة أدن يا وابصة مرتين أو ثلاثا قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال يا وابصة أخبرك أو تسألني؟ قلت لا بل أخبرني فقال جئت تسألني عن البر والإثم فقال نعم فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك (٥) واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس (٦) والإثم
وفي إسناده زبان بن فائد ضعيف وسهل بن معاذ قال في التقريب سهل بن معاذ بن أنس الجهني نزيل مصر لا بأس به إلا في روايات زبان عنه (١) (سنده) حدثنا يزيد أنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني شيبة الحضرمي الخ (غريبه) (٢) يعني الأسهم الثلاثة الآتية الصلاة أي المفروضات الخمس (والصوم) أي صوم رمضان (والزكاة) بسائر أنواعها فهذه واحدة من الثلاث والثانية (لا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا) أي يحفظه ويرعاه ويوفقه في الدنيا (فيوليه غيره يوم القيامة) بل كما يتولاه في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة يتولاه يوم القيامة ولا يكله إلى غيره (٣) أي والثالثة لا يحب رجلا قوما ما في الدنيا إلا حشره معهم في الآخرة فمن أحب أهل الخير كان معهم ومن أحب أهل الشر كان معهم والمرء مع من أحب (وقوله الرابعة) أي وخصلة رابعة لو حلفت عليها رجوت ألا آثم عليها وهي لا يستر الله عز وجل عبد الخ (تخريجه) (نس هق ك) وسنده حسن وأخرجه أيضا أبو يعلى عن ابن مسعود والطبراني عن أبي أمامة الباهلي قال الهيثمي رجاله ثقات (باب) (٤) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز ولم يسمعه منه قال حدثني جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدي قال عفان حدثني غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) أي عول على مافيه لأن للنفس شعورا بما تحمد عاقبته أو تذم (واستفت نفسك) (٦) أي النفس المطمئنة الموهوبة نورا يفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب أو الخطاب لوابصة وهو يتصف بذلك والمعنى التزم العمل بما في نفسك والبر بكسر الموحدة أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس