للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما حاك في النفس (١) وتردد في الصدر وأن أفتاك الناس وأفتوك (وعنه من طريق ثان) (٢) قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم فقال جئت تسأل عن البر والإثم فقلت والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره فقال البر ما انشرح له صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن افتاك عن الناس (عن أبي ثعلبة الخشني) (٣) قال قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ويحرم علي قال فصعد (٤) النبي صلى الله عليه وسلم وصوب في النظر فقال النبي صلى الله عليه وسلم البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وأن أفتاك المفتون (٥) وقال لا تقرب لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السباع (٦) (عن النواس بن سمعان الأنصاري) (٧) أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق (٨) والإثم ما حاك (٩)


كالبر في تغذية البدن وضده الفجور والإثم ولذا قابله به وهو بهذا المعني عبارة عما اقتضاه الشارع وجوبا أو ندبا والإثم ما ينهي عنه (١) يقال حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب وأوهمك أنه ذنب وخطيئة وهذا معنى قوله وتردد والصدر (وإن افتاك الناس وافتوك) افتوك بفتح التاء وسكون الواو تأكيد لأفتاك والمعنى وإن افتاك الناس بخلافه لأنهم إنما يطلعون على الظواهر (قال حجة الإسلام) ولم يرد كل أحد لفتوى نفسه وإنما ذلك لوابصة في واقعة تخصه وقال بعض العلماء وبفرض العموم فالكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين فأفتاه غيره بمجرد حدس أو ميل من غير دليل شرعي والا لزمه اتباعه وان لم يشرح له صدره وهو وجيه (٢) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت وابصة بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (مي طب) والبخاري في التاريخ وحسنه الحافظ السيوطي والنووي في رياض الصالحين (٣) (سنده) حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال ثنا عبد العلاء قال سمعت مسلم بن مشكم قال سمعت الخشني (يعني أبا ثعلبة) يقول قلت يا رسول الله الخ (غريبه) (٤) بتشديد العين مفتوحة وكذا الواو في قوله وصوب ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم رفع نظره إليه ثم خفضه (٥) تقدم شرح هذه الجملة في شرح الحديث السابق (٦) تقدم الكلام على ذلك في باب ما جاء في الحمر الأهلية والجلالة في الجزء السابع عشر صحيفة ٧٩ وفي باب ما جاء في الهر وكل ذي ناب من السباع في الجزء المذكور صحيفة ١١١ من كتاب الأطعمة فارجع إليه (تخريجه) لم عليه إلا لغير الإمام أحمد من حديث أبي ثعلبة وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات (٧) (سنده) حدثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح قال سمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يذكر عن أبيه عن النواس بن سمعان الخ (قلت) وله طريق آخر عند الإمام أحمد قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية يعني ابن صالح بالسند المتقدم ومتنه (غريبه) (٨) أي التخلق بالأخلاق الحسنة مع الخلق والخالق والمراد هنا المعروف وهو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى وأنه يحب للناس ما يحب لنفسه وهذا راجع لتفسير البعض له بأنه الانصاف في المعاملة والموقف في المجادلة والعمل في الأحكام والاحسان في العسر واليسر إلى غير ذلك من الخصال الحميدة (٩) بحاء مهملة وكاف

<<  <  ج: ص:  >  >>