في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه (١)(باب ما جاء في بر الوالدين وحقوقهما والترغيب في ذلك)(عن أنس بن مالك)(٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد له في رزقه (٣) فليبر والديه وليصل رحمه (عن أبي هريرة)(٤) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه (٥)(عن معاذ بن جبل)(٦) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصاه بعشر كلمات (منها) ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك (عن عبد الله بن عمرو)(٧) قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأبايعك (زاد في رواية أخرى (٨) على الهجرة) وتركت أبوي يبكيان قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
(في صدرك) أي اختلج في النفس وتردد في القلب ولم يطمئن إليه (١) جاء في رواية وكرهت أن يعلمه الناس ومعناهما واحد والمراد أماثل الناس وأفاضلهم الذين يستحيا منهم والمراد بالكراهية هنا الدينية فخرج العادية كم يكره أن يرى آكلا لنحو حياء أو بخل وظاهر الحديث أن مجرد خطور المعصية اثم وللعلماء كلام في ذلك تقدم في باب ما جاء في حديث النفس وهو الباب الأخير من كتاب النية والإخلاص في العمل في هذا الجزء ص ٩ وهذا الحديث من جوامع الكلم لأن البر كلمة جامعة لكل خير والاثم جامع للشر (تخريجه) (م مذ) والبخاري في الأدب (باب) (٢) (سنده) حدثنا يونس ثنا حزم عن ميمون بن سياه قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٣) العمر والرزق مقدران في علم الله تعالى والإنسان في بطن أمه لا زيادة فيهما ولانقص عما قدر فالمراد بالزيادة هنا البركة وزيادة العمر كثرة الثواب وإن كان عمره قصيرا فيكون كمن عاش زمنا طويلا وزيادة الرزق البركة فيه بحيث يكفيه القليل وقيل يحتمل أن الحديث صدر في معرض الحث على الصلة بطريق المبالغة أن أنه يكتب في بطن أمه أن بر والديه ووصل رحمه فرزقه وأجله كذا وأن لم يصل فكذا والله أعلم (تخريجه) (ق د نس) (٤) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا زهير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٥) معناه لا يقوم ولد بمالأبيه عليه من حق ولا يكافئه بإحسانه به إلا أن يصادفه مملوكا فيعتقه والإعتاق يترتب عليه بنفس الشراء من غير حاجة إلى إنشاء العتق كما هو مقتضى حديث سمرة بن جندب رواه (حم مذ جه ك) وتقدم في باب من أعتق عبدا أو شرط عليه خدمة الخ من كتاب العتق في الجزء الرابع عشر صحيفة ١٥٥ رقم ٤٥ ولفظه مرفوعا (من ملك ذا رحم محرم فهو عتيق) وفي لفظ فهو حر وتقدم حديث الباب في نفس الصحيفة رقم ٤٦ وتقدم الكلام عليه هناك فارجع إليه والله الموفق (تخريجه) (ق. والأربعة) وغيرهم (٦) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه في باب العشاريات من كتاب الكبائر إن شاء الله تعالى (٧) (سنده) حدثنا إسماعيل ابن ابراهيم ثنا عطاء بن السائب عن أبيه عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ (٨) يعني عند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أيضا وكذلك جاء عند أبي داود والظاهر أن هذه الهجرة كانت لأجل الجهاد ولذلك قال الخطابي في شرح هذا الحديث ما لفظه الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعا فان ذلك لا يجوز إلا بإذن الوالدين فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد فلا حاجة به إلى إذنهما وإن منعاه من الخروج عصاهما وخرج في الجهاد وهذا إذا كانا مسلمين فإن كانا كافرين فلا سبيل لهما إلى منعه من الجهاد