للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[(كتاب اللباس) استحباب النظافة في اللباس والبدن]-

(٥٢) (كتاب اللباس والزنية)

١ (باب ما جاء في النظافة وإظهار نعمة الله باللباس الحسن وما يستحب لبسه) (عن جابر ابن عبد الله) (١) قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا فرأى رجلا شعثا (٢) فقال أما كان يجد هذا ما يسكن (٣) به رأسه، ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه

٢ (عن أبي الدرداء) (٤) عن ابن الحنظلية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنكم قادمون على إخوانكم (٥) فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم (٦) فإن الله عز وجل لا يحب الفحش


وابن حبان في صحيحه (هذا) وأحاديث الباب تدل على تحريم الغناء مع آلة اللهو وبدونها، وإلى ذلك ذهب الجمهور، وذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر وجماعة من الصوفية إلى الترخيص في السماع ولو مع العود وغيره من آلة اللهو، وقد وضح جماعة من أهل العلم في تحريم ذلك مصنفات ولكنه ضعفها جميعا بعض أهل العلم حتى قال ابن حزم أنه لا يصح في الباب حديث أبداً (واختلف المجوزون) فمنهم من قال بكراهته، ومنهم من قال باستحبابه، قالوا لكونه يرق القلب ويهيج الأحزان والشوق إلى الله (قال المجوزون) أنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسولا ولا في معقولهما من القياس والاستدلال ما يقتضي تحريم مجرد سماع الأصوات الطيبة الموزونة مع آلة من الآلات، وقد أتى الشوكاني رحمه الله بحجج الفريقين وما روى في الجواز والتحريم عن الصحابة والتابعين وتابعيهم وأطال في ذلك ثم قال وإذا تقرر جميع ما حررناه من حجج الفريقين فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه، والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح (ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن حام حول الحي يوشك أن يقع فيه) ولاسيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف، وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطول، وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول، نسأل الله السداد والثبات ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعلية بالرسالة التي سميتها إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع اهـ (باب) (١) (سنده) حدثنا مسكين بن بكير ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر الخ (غريبه) (٢) بفتح أوله وكسر ثانيه أي مفرقا شعره (٣) من التسكين أي ما يلم شعثه ويجمع تفرقه فعبر بالتسكين عنه (تخريجه) (دنس) وسكت عنه أبو داود والمنذري وفيه الحث على نظافة الشعر والثوب (٤) هذا طرف من حديث طويل تقدم أوله بسنده في باب استحباب الخيلاء في الحرب من كتاب الجهاد في الجزء الرابع عشر صحيفة ٥٧ رقم ١٨٧ وسيأتي بطوله في باب مناقب سهل بن الحنظلية من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى، وابن الحنظلية هو سهل بن الربيع ابن عمرو، ويقال سهل بن عمرو أنصاري حارثي سكن الشام، والحنظلية أمه وقيل هي أم جده وهي من بني حنظلة من تميم (غريبه) (٥) أي داخلون عليهم والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك حين دخولهم بلادهم من السفر والله أعلم (٦) زاد في رواية أبي داود (حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) فإن الله عز وجل الخ (وقوله كأنكم شامة) بتخفيف الميم وهي الخال أي كالأمر المتبين الذي يعرفه كل من

<<  <  ج: ص:  >  >>