وأبى أن يبايعه (وعنه أيضا)(١) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل من هذا الشعب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إني قد أردت الجهاد معك ابتغي بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة قال هل من أبويك أحد حي؟ قال نعم يا رسول الله كلاهما قال فارجع أبرر أبويك قال فولى رجعا من حيث جاء (وعنه من طريق ثان)(٢) أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد (عن أبي سعيد الخدري)(٣) قال هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل باليمن أبواك؟ قال نعم قال أذنا لك قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا وإلا فبرهما (عن معاوية بن جاهمة)(٤) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال هل لك من أم؟ قال نعم فقال الزمها فإن الجنة عند قدميها (٥) ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول
فرضا كان أو نفلا وطاعتهما حينئذ معصية لله ومعونة للكفار وإنما عليه أن يبرهما ويطيعهما فيما ليس بمعصية الله (قلت) والظاهر أن هذا الرجل كان متطوعا ولهذا لم يبايعه النبي صلى الله عليه وسلم ارضاءا لوالديه والله أعلم (تخريجه) (د نس جه) وسكت عنه أبو داود والمنذري فهو صالح للاحتجاج به (١) (سنده) حدثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو قال حججت معه حتى إذا كنا ببعض طرق مكه رأيته تيمم حتى إستبانب (يعني استبانت له شجرة أخذا من سياق الحديث) جلس تحتها ثم قال رأيت رسو ل الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة الخ (٢) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب قال سمعت أبا العباس يقول سمعت عبد الله بن عمرو يحدث رجلا الخ (تخريجه) (ق طل) والثلاثة (٣) (سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (تخريجه) (د) قال المنذري في اسناده دراج أبو السمح المصرى ضعيف اهـ (قلت) أورده الهيثمي وعزاه للامام أحمد وقال اسناده حسن فربما وقف له على طرق توجب تحسينه والله أعلم (٤) (سنده) حدثنا روح قال أنا جريج قال أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة بن عبد الله بن معاوية بن جاهمة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) معناه أنه يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدما لها على هواه مؤثرا برها على بر كل عباد الله لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته فإذا فعل ذلك كان هذا الفعل سببا لدخوله الجنة قال الذهي فيه أن عقوق الأمهات من الكبائر وهو إجماع (وقوله ثم الثانية ثم الثالثة الخ) معناه والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل هذه الجملة له ولغيره (في مقاعد شتى) أي مجالس متعددة والله أعلم (تخريجه) أورده المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه (جه نس ك) وقال صحيح الاسناد اه (قلت) جاء في رواية الحاكم فإن الجنة عند رجليها وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهي قال المنذري ورواه الطبراني باسناد جيد ولفظه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الك والدان؟ قلت نعم قال الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما