يجري من الإنسان مجرى الدم واني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا (باب ما جاء في الترهيب من ترك العمل اتكالا على النسب)(عن عائشة)(١) رضي الله عنها قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة يا بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم (عن أبي هريرة)(٢) قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب يا بني هاشم اشتروا انفسكم من الله عز وجل لا املك لكم من الله شيئا يا أم الزبير عمة النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد اشتروا (٣) أنفسكم لا أملك لكم من الله شيئا سلاني (٤) من مالي (عن أبي سعيد الخدري)(٥) قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر ما بال رجال يقولون ان رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه بلى والله ان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة واني أيها الناس فرطك على الجوض فإذا جئتم قال رجل يا رسول الله انا فلان بن فلان وقال أخوه أنا فلان ابن فلان قال لهم أما النسب فقد عرفته ولكنكم احدثتم بعدي وارتددتم القهقرى
وتعجبا منه وقد كثر في الأحاديث وجاء به القرآن في قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان تتكلم بهذا) (سبحانك) (تخريجه) (ق د جه) قال الامام النووي رحمه الله الحديث فيه فوائد (منها) بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومراعاته لمصالحهم وصيانة قلوبهم وجوارحهم (وكان بالمؤمنين رحيما) فخاف صلى الله عليه وسلم ان يلقى الشيطان في قلوبهما فيهلكا فإن ظن السوء بالانبياء كفر بالاجماع والكبائر غير جائزة عليهم (وفيه) ان من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر (وفيه) جواز زيادة المرأة لزوجها المعتكف في ليل أو نهار وأنه لا يضر اعتكافه لكن يكره الاكثار من مجالستها والاستلذاذ بحديثها لئلا يكون ذريعة إلى الوقاع أو إلى القبلة أو نحوها مما يفسد الاعتكاف (وفيه) استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الانسان وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة وانه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء فيه (وفيه) الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجري من الانسان مجرى الدم فيتأهب الانسان للاحتراز من وساوسه وشره والله أعلم (باب) (١) (عن عائشة رضي الله عنها الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب قوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين) من سورة الشعراء من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة ٢٢٦ رقم ٣٦٩ (٢) (سنده) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة قال ثنا عبد الله بن ذكوان يكنى أبا الزناد عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٣) هكذا بالاصل بواو الجماعة يريد من تقدم ذكرهم من بني عبد المطلب ومن ذكر بعدهم (٤) بألف التثنية يريد ام الزبير وفاطمة (تخريجه) (ق مذ) وغيرهم (٥) (سنده) حدثنا أبو عامر ثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة ابن ابي سعيد الخدري عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد