للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفذ عندي من رزق الله إلا أخلفه الله عز وجل (باب الترغيب في القناعة والعفة) (عن أبي هريرة) (١) يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق أو الخلق أو المال ولكن ينظر إلى من هو دونه (٢) (وعنه من طريق ثان) (٣) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر (٤) أن لا تزدروا نعمة الله قال أبو معاوية عليكم (٥) (عن نافع) (٦) قال كنت اتجر إلى الشام أو إلى مصر قال فتجهزت إلى العراق فدخلت على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين اني قد تجهزت إلى العراق فقالت مالك ولمتجرك (٧) اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا كان لأحدكم رزق في شيء فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له (٨) فأتيت العراق ثم دخلت عليها فقلت يا أم المؤمنين والله ما رددت الرأس مال (٩) فأعادت عليه الحديث أو قالت الحديث كما حدثتك (عن فضالة بن عبيد) (١٠) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى (١١) لمن هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع (١٢)


نرسل ما كان لنا ولا نحفظه فنزلت (ان الله بالغ أمره) فيكم وعليكم وقال الربيع بن خيثم ان الله تعالى قضى على نفسه ان من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ومن أفرضه جازاه ومن وثق به نجاه ومن دعاه أجاب له (قد جعل الله لكل شيء قدرا) أي لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه وقيل تقديرا والله أعلم (باب) (١) (سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٢) أي في أمور الدنيا أي الأحق والأولى ذلك (٣) أي أسفل منه كما جاء في الطريق الثانية لأن النظر إلى من هو أسفل لا إلى من هو فوق حقيق بأن لا يحتقر نعمة الله عليه فإن المرء إذا نظر إلى من فضل عليه في الدنيا طمحت له نفسه واستصغر ما عنده من نعم الله وحرص على الازدياد ليلحقه أو يقاربه وإذا نظر للدون شكر النعمة وتواضع وحمد (٣) (سنده) حدثنا أبو معاوية ووكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٤) أي أحق وأولى (وقوله ان لا تزدروا) قال في النهاية الازدراء الاحتقار والانتقاص والعيب (٥) معناه أن أبا معاوية أحد الراويين اللذين روى عنهما الامام احمد هذا الحديث زاد في روايته (لفظ عليكم) فقال ان لا تزدروا نعمة الله عليكم وقد جاءت هذه الرواية عن أبي معاوية عند مسلم وابن ماجه (تخريجه) (ق مذ جه) (٦) (سنده) حدثنا الضحاك بن مخلد قال حدثني أبي قال حدثني الزبير بن عبيد عن نافع قال يعني أبا عاصم قال أبي ولا أدري من هو يعني نافعا هذا قال كنت اتجر إلى الشام الخ (غريبه) (٧) أي لأي شيء تترك متجرك إلى الشام أو إلى مصر وقد بورك لك فيه وتذهب إلى العراق (٨) أي كعدم رواج تجارته في هذه الجهة أو زيادة مشقة في السفر أو نحو ذلك (٩) معناه أنه خسر تجارته في العراق حتى لم يبق له رأس المال وذلك لمخالفته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونصيحة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفي سنده نافع مجهول (١٠) (سنده) حدثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ ان أبا علي أخبره أنه سمع فضالة بين عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (١١) قال في النهاية طوبى اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها واصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا (١٢) الكفاف وهو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة اليه (وقنع) أي لم يتطلع إلى أكثر من ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>