للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعا لنا وقال لا تيأسا من الخير (وفي رواية من الرزق) ما تهززت (١) رؤسكما ان الانسان تلده امه أحمر (٢) ليس عليه قشرة ثم يعطيه الله ويرزقه (عن أسماء بنت أبي بكر) (٣) رضي الله عنهما قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحصي شيئا وأكيله قال يا أسماء لا تحصي فيحصى الله عليك (٤) قالت فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندي ولا دخل علي وما


بعدها موحدة هكذا جاء في المسند وفي كتب الرجال وقال الحافظ في الاصابة حبة بن خالد الخزاعي وقيل العامري اخر سواء بن خالد صحابي نزل الكوفة روى حديثه ابن ماجه باسناد حسن من طريق الأعمش عن أبي شرحبيل عن حبة وسواء ابني خالد قال دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئا الحديث لكن جاء في حاشية السندى على ابن ماجه (قوله عن خبة) بخاء مفتوحة وباء موحدة مشددة (وسواء) بفتح السين ممدودا قال السيوطي قال القاسم البغوى في معجم الصحابة ليس لسواء غير هذا الحديث (قلت) وليس له ولأخيه في مسند الامام أحمد سوى هذا الحديث أما قوله خبة بخاء فهو تحريف من الناسخ وصوابه حبة بحاء مهملة (١) بزايين مفتوحتيين الأولى مشددة والثانية مخففة بعدهما تاء فوقية ساكنة أي تحركت وهو كناية عن الحياة أي مادمتما على قيد الحياة (٢) أي كاللحم الذي لا قشر عليه لضعف الجلد ثم يقوى الله تعالى قشره أي جلده ويحتمل أن المزاد بالقشر الثوب أي يخرج عريانا بلا ثوب ثم يعطيه الله تعالى الثوب قاله السندي (تخريجه) (جه) قال البوصيري في زوائد ابن ماجه اسناده صحيح وسلام ابو شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات اهـ (قلت) وحسنه الحافظ في الاصابة كما تقدم (٣) (سنده) حدثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني وهب بن كيسان قال سمعت اسماء بنت أبي بكر قالت مر بي الخ (غريبه) (٤) قال السندي هو من باب مقابلة اللفظ باللفظ للتجنيس كما قال تعالى (ومكروا ومكر الله) ومعناه يمنعك كما منعت ويقتر عليك كما قترت ويمسك فضله عنك كما امسكته (وقيل) يعني لا تحصي أي لا تعديه فتستكثريه فيكون سببا لانقطاع انفاقك (تخريجه) (ق والثلاثة) مختصرا ومطولا بنحوه وتقدم المطول في باب صدقة المرأة من بيت زوجها من كتاب الزكاة في الجزء التاسع صحيفة ١٩٧ رقم ٢٤٤ (هذا) وقد ورد في التوكل أحاديث كثيرة بعضها تقدم مع خصال أخرى في أبوابها وبعضها سيأتي وأبلغ ما ورد في التوكل قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه الآية) قال أبو ذر قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ثم ثلا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) فما زال يكررها ويعيدها وإليك تفسير الآية (ومن يتق الله) أي من يقف عند حدود الله بامتثال امره واجتناب نواهيه (يجعل له مخرجا) اي يخرجه من الحرام إلى الحلال ومن الضيق إلى السعة ومن النار إلى الجنة وقال ابن عباس قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) قال مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة وقال أبو سعيد الخدري ومن يبرأ من حوله وقوته بالرجوع إلى الله يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي من فوض إليه أمره ووثق به فيما نابه كفاه ما أهمه وقيل أي من اتقى الله وجانب المعاصي وتوكل عليه فله فيما يعطيه في الآخرة من ثوابه كفاية ولم يرد الدنيا لأن المتوكل قد يصاب في الدنيا وقد يقتل وقال عبد الله ابن رافع لما نزل قوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنحن إذا توكلنا عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>