للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢١) عن أبي أمامة رضي الله عنه جلسنا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فذكَّرنا ورقَّقنا فبكى سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه فأكثر البكاء فقال ياليتني مِتُّ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يا سعدُ أعندي تتمنَّى الموت؟ فردَّد ذلك ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ قال يا سعد إن كنت خُلقت للجنَّة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خيرٌ لك

(٢٢) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا تمنَّوا الموت فإنَّ هول المطَّلع شديدٌ، وإنَّ من السَّعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة


(٢١) عن أبي أمامة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو المغيرة ثنا معان بن رفاعة حدثنى على بن يزيد عن القاسم أبى عبد الرحمن عن أبى أمامة الحديث" ٠ غريب) (١) أى ردَّد النبى صلى الله عليه وسلم قوله "يا سعد أعندى تتمنى الموت" ثلاث مرات لاستعظامه ذلك من سعد لأن فى تمنى الموت نقصا للأجر المزيد والدرجات التي يتحصل عليها بطول العمر وكثرة العمل، ويؤيد هذا المعنى ما فى حديث جابر الآتى بعده "وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الانابة" وما جاء فى حديث أبى بكرة عند الترمذى، وقال حديث حسن صحيح بلفظ "إن رجلا قال يا رسول الله أى الناس خير؟ قال من طال عمره وحسن عمله" وسيأتى سند الأمام أحمد أيضا فى الباب التالى (تخريجه) (طب) وفى اسناده على بن يزيد الألهانى مختلف فيه، لكن يعضده حديث أنس وأبى هريرة
(٢٢) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو عامر وأبو أحمد قالا ثنا كثير بن زيد حدثنى الحارث بن يزيد قال أبو أحمد عن الحارث بن أبى يزيد قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث" (غريبه) (٢) بفتح أوله وثانيه وثالثه مشددا وهى على حذف احدى التاءين وأصله تتمنوا، وثبتت فى بعض الروايات (٣) المطلع بضم الميم وتشديد الطاء المهملة ما يطلع عليه العبد من احوال البرزخ ثم من أحوال القيامة بعد الموت، فليس فى تمنى الموت إلا تمنى الشدائد؛ فالخير فى طول العمر والرجوع إلى طاعة الله تعالى؛ لا فى تمنى الموت الذى يضيع هذا الخير الذى هو سبب لرفع الشدائد فيما بعد الموت (تخريجه) (بز. هق) وإسناده حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>