للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٥) عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء بلالٌ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال يا رسول الله ماتت فلانة واستراحت، فغضب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقال، إنَّما يستريح مَن دخل الجنَّة {وفي رواية مَن غُفر له}


(٢٥) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى قال أنا ابن لهيعة وقتيبة سعيد قال ثنا ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة عن عائشة الحديث" (غريبه) (١) انما غضب النبى صلى الله عليه وسلم من قول بلال "ماتت فلانة واستراحت" لأن ما كل من مات استراح، فقد يكون الموت شقاء على صاحبه إذا كان مفرطا فيما أوجبه الله عليه ولأن مصير الانسان لا يعلمه الا الله مهما كان صالحا (٢) أى من دخلها فعلا أو علم دخوله بوحى من الله عز وجل؛ وكذا يقال فى المغفرة، أما من لم يعلم حاله فأمره مفوض لى الله عز وجل، ولا يجوز التكهن بمصيره والله أعلم (تخريجه) (ش. طس. وابن عساكر) وحسنه الحافظ السيوطى (الأحكام) أحاديث الباب تدل على كراهة تمنى الموت لضر نزل بالتمنى من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا؛ فأما إذا خاف ضررا ى دينه أو فتنة فيه فلا كراهة فيه لمفهوم أحاديث الباب، وقد فعل هذا الثانى خلائق من السلف عند خوف الفتنة فى أديانهم، وفيها أنه ان خالف ولم يصبر على حاله فى بلواه بالمرض ونحوه فليقل اللهم أحينى ان كانت الحياة خيرا لى الخ، والأفضل الصبر والسكون للقضاء، أفاده النووى (وقال ابن التين) قيل ان النهى منسوخ بقول يوسف {توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين} وبقول سليمان {وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين} وبحديث عائشة (قالت سمعت النبى صلى الله عليه وسلم وهو مستند الىّ يقول، اللهم اغفر لى وارحمنى وألحقنى بالرفيق الأعلى) رواه البخارى وغيره وبدعاء عمر بالموت وغيره، قال وليس الأمر كذلك لأن هؤلاء انما سألوا ما قارب الموت (قال الحافظ) وقد اختلف فى مراد يوسف عليه السلام؛ فقال قتادة لم يتمن الموت أحد إلا يوسف حين تكاملت عليه النعم وجمع له الشمل اشتاق إلى لقاء الله، أخرجه الطبرانى بسند صحيح عنه، وقال غيره بل مراده توفنى مسلما عند حضور أجلى؛ كذا أخرجه ابن أبى حاتم عن الضحاك بن مزاحم، وكذلك مراد سليمان عليه السلام، وعلى تقدير الحمل على ما قال قتادة فهو ليس من شرعنا، وإنما يؤخذ بشرع من قبلنا ما لم يرد فى شرعنا النهى عنه بالاتفاق (وقد استشكل) الأذن فى ذلك عند نزلو الموت، لأن نزول الموت لا يتحقق، فكرم من انتهى إلى غاية جرت العادة بموت من يصل اليها ثم عاش (والجواب) أنه يحتمل أن يكون المراد أن العبد يكون حاله فى ذلك الوقت حال من يتمنى نزوله به ويرضاه أن لو

<<  <  ج: ص:  >  >>