للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وأما الذي عليه وزر) فرجل يتخذها أشرا وبطرا ورئاء الناس وبذخا عليه قيل يا رسول الله فالحمر؟ قال ما أنزل على فيها شيء إلا هذه الآية "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"

(١٣) حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا سعيد عن قتادة عن أبي عمر الغداني قال كنت عند أبي هريرة جالسا فمر رجل من بني عامر ابن صعصعة فقيل له هذا أكثر عامري مالا، فقال أبو هريرة ردوه إلي فردوه عليه فقال نبئت أنك ذو مال كثير، فقال العامري إي والله إن لي مائة حمرا ومائة أدما حتى عد من ألوان الإبل وأفنان الرقيق ورباط الخيل، فقال


فحلها إذا طلبت عاريته وهذا على الندب، وقيل المراد حق الله مما يكسب من مال العدو وعلى ظهورها وهو خمس الغنيمة، وقيل المراد وجوب الزكاة في الخيل (وبه قال أبو حنيفة) ومذهبه أنه كانت الخيل كلها ذكورا فلا زكاة فيها، وإن كانت إناثا أو ذكورا وإناثا وجبت الزكاة وهو بالخيار إن شاء أخرج عن كل فرس دينارا، وإن شاء قومها وأخرج ربع عشر القيمة وقال الأئمة الثلاثة "ليس على المسلم في فرسه صدقة" رواه الشيخان والإمام أحمد وغيرهم، وتأولوا هذا الحديث على أن المراد أن يجاهد بها وقد يجب الجهاد بها إذا تعين (١) قال أهل اللغة الأشر بفتح الهمزة والشين المعجمة وهو المرح واللجاج "وأما البطر" فالطغيان عند الحق "وأما البذخ" فبفتح الباء والذال المعجمة وهو بمعنى الأشر والبطر (٢) جمع حمار أي أخبرنا عن الحمر وما جاء فيها (٣) رواية مسلم "إلا هذه الآية الفاذة الجامعة" ومعنى الفاذة أي قليلة النظير والجامعة أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف (قال النووي) وفيه إشارة إلى التمسك بالعموم، ومعنى الحديث لم ينزل على فيها شيء أهـ (تخريجه) (م).

(١٣) حدثنا عبدالله (غريبه) (٤) بكسر الهمزة وهي بمعنى نعم إلا أنها تختص بالمجيء مع القسم كما أنها إيجابا لما سبقه من الاستعلام (٥) بضم الهمزة وسكون الدال جمع آدم بمد الهمزة كأحمر وحمر، والأدمة في الإبل البياض مع سواد المقلتين، يقال بعير آدم بين الأدمة وناقة أدماء، وهي في الناس السمرة الشديدة، وقيل هو من أدمة الأرض وه ولونها وبه سمي آدم (٦) أي ضروبها وأنواعها "ورباط الخيل" الخمس فما

<<  <  ج: ص:  >  >>