من مغربها وغلق باب التوبة وخروج الدابة وغير ذلك من العلامات الكبرى، ثم كتاب القيامة والنفخ في الصور والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والحوض والشفاعة والنار وصفتها وأهوالها من زفير وشهيق وصفة أهلها نعوذ بالله منها، ثم ذكر الجنة وصفتها وقصورها وأنهارها وأشجارها وحورها وولدانها وغرفها جعلنا الله من أهلها ثم خاتمة الكتاب في رؤية الله عز وجل لا أحرمنا الله منها آمين.
المقصد التاسع في ذكر سندي المتصل بالمسند الى صاحبه الامام أحمد رحمه الله تعالى
اعلم أخي الكريم ان لي في المسند أسانيد كثيرة متصلة بالامام احمد رحمه الله تعالى عن عدة مشايخ، فمن ذلك روايتي له بالسند المتصل عن أخي في الله تعالى العالم العلامة شيخ العلماء ومفتي وادي الفرات المحدث الشريف السيد محمد (١) سعيد بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد العرفي الحسيني نسبا الديرزوري بلدًا
(١) السيد محمد سعيد الخ: عرفته بمدينة القاهرة في أوائل سنة ١٣٤٨ هجرية وقد اعتقلته لدولة فرنسا حينما احتلت بلاده وموطنه (وادي الفرات) أيام الحرب الكبرى لأسباب سياسية فنفته الى الشام فمكث معتقلا بها ستة أعوام ثم الى القاهرة برغبته فمكث بها عامين كاملين ١٣٤٨ الى أول المحرم سنة ١٣٥٠ هجرية ثم أفرج عنه وصرح له بالرجوع الى وطنه، تعرفت بالأستاذ فوجدت فيه خلقا حسنا وزهدا وتواضعا وورعا وتقشفا، يتوقذ ذكاء وعلما بينما تراه محدثا فقيها اذا بك تراه اديبا شاعرا وخطيبا ذا عفا ومروؤة وشجاعة يضرب بسهم في كل حتى فنون الحرب والنضال، ولقد بلغني أن بجسمه اثر رصاص أصابه أيام الحرب حينما كان يقود أهل وطنه الى المعمعة، كان يحب الاستطلاع والوقوف على حقائق الأمور، ولقد اختار مصرا أخيرا ليعرف مناخها وطباع أهلها وأخلاقهم وعوائدهم، فتم له ذلك وعرف فيها جميع الطبقات، ولقد أخبرني بأمور عن مصر وأهلها لا أعرفها الا منه وهي وطني ومولدي فيها، وكان يحب العلماء العاملين المخلصين، زارني لأول مرة في مكتبي بالقاهرة فوجدني مشتغلا بالكتابة في ترتيب المسند وعندما علم ذلك فرح واستبشر وسر سرورا عظيما وكان يشجعني كثيرا ويبشرني بنجاح هذا العمل وكان يكثر من زيارتي فكنت أسر بوجدوه وحلاوة منطقه وكنا نكثر المذاكرة في العلم النافعة خصوصا علم السنة، فعلمت أن الرجل ذو خبرة واسعة واطلاع كثيرا، واطلعت نفسي على ثبته واجازاته المتعددة من الفقهاء والمحدثين فأحببته وآخيته في