للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما بلال فحققها فاخبر بها والله أعلم (واختلف العلماء فى الصلاة فى الكعبة) اذاصلى متوجها الى جدار منها او الى الباب وهو مردود (فقال الشافعى والثورى وابو حنيفة واحمد والجمهور) تصح فيها صلاة النفل وصلاة الفرض (وقال مالك) تصح فيها صلاة النفل المطلق ولا يصح فيها الفرض ولا الوتر ولا ركعتا الطواف ولا ركعتا الفجر (وقال محمدبن جرير واصبع المالكى وبعض اهل الظاهر) لا تصح فبها صلاة ابدا لا فريضة ولا نافلة وحكاه القاضى عن ابن عباس ايضا (ودليل الجمهور) حديث بلال واذا صحت النافلة صحت الفريضة لأنهما فى الموضع سواء فى الاستقبال فى حال النزول وانما يختلفان فى الاستقبال فى حال السير فى السفر والله أعلم (وقد استدل بحديث عائشة) الاخير من احاديث البا ب على ان الصلاة فى الحجر كالصلاة فى الكعبة وتقدم الكلام على ذلك فى احكام باب الطائف يخرج فى طوافه عن الحجر صحيفة ٥٢ من الجزء الثانى عشر والله الموفق

(تتمة فى حكم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم وآدابها) (١)

اعلم ارشدنى الله واياك انه لم يأت فى مسند الامام احمد رحمه الله ولا فى الكتب الستة فيما اعلم حديث صريح فى الحث على زيارة فبر النبى صلى الله عليه وسلم بخصوصه نعم جاء فى غير هذة الكتب احاديث ناطقة بالحث على زيارة قبره عليه الصلاة والسلام ولكنها ضعيفة كما قاله المحققون وذكر العلامة الشوكانى فى كتاب نيل الاوطار نبذة صالحة اورد فيها ما قاله العلماء فى الزيارة وحكمها معززا كل قول بدليله وما قاله المحققون فيه آثرت نقلها هنا وقد اقتصر على ذكر اقوا العلماء ولم يبد رأيه كما هى عادته (قال رحمه الله) اختلفت اقوال العلماء فى زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم فذهب الجمهور الى انها مندوبة (وذهب بعض المالكية) وبعض الظاهرية الى انها واجبة (وقالت الحنفية) انها قريبة من الواجبات (_وذهب ابن تيمية) الحنبلى حفيد المصنف "يعنى حفيد ابن تيمية الكبير مصنف المنتقى الذى شرحه الشوكانى "المعروف بشيخ الاسلام الى انها غير مشروعة وتبعه على ذلك بعض الحنابلة وروى ذلك عن مالك والقاضى عياض كما سيأتى (احتج القائلون بانها مندوبة) بقوله تعالى "ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول "الاية ووجه الاستدلال بها ان النبى صلى الله عليه وسلم حى فى قبره بعد موته كما فى حديث الانبياء أحياء فى قبورهم وقد صححه البيهقى والف فى ذلك جزأ (٢) قال الأستاذ ابو منصور البغدادى قال المتكلمون


(١) انظر تتمة أخرى تقدمت فى آخر باب استلام الركن الاسود واليمانى صحيفة ٣٨ فى الجزء الثانى عشر
(٢) انظر الفصل الذى فى صحيفة ٩ من الجزء السادس فى الحث على الاكثار من الصلاة علىلنبى صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من ابواب صلاة الجمعة واقرأه متنا وشرحا مع الاحكام المذكورة في آخره

<<  <  ج: ص:  >  >>