-[زوائد الباب وكلام العلماء في التأذين في أذن المولود حين يولد والحكمة في ذلك]-
فأتيت به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فسماه إبراهيم وحنَّكه بتمرة (١).
(وفي قوله فأتيت به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلخ) إشعار بأنه أسرع بإحضاره إليه صلَّى الله عليه وسلَّم وأن تحنيكه كان بعد تسميته، ففيه أنه لا ينتظر بتسميته يوم السابع، وتقدم الكلام على ذلك في الباب السابق (١) زاد البخاري ودعا له بالبركة ودفعه إليَّ وكان أكبر ولد أبي موسى (تخريجه) (ق. وغيرهما) (زوائد الباب) (عن ابن عباس رضي الله عنهما) أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أذن في أذن الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما يوم ولد وأقام في أذنه اليسرى (هق) في شعب الإيمان وضعفه (وعن أبي رافع) أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أذن في أذن الحسن والحسن حين ولدا وأمر به، أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جدًا (وقال الخلال) أخبرني محمد بن علي قال سمعت أم ولد أحمد بن حنبل تقول لما أخذني الطلق كان مولاي نائمًا فقلت له يا مولاي هو ذا أموت؟ قال يفرج الله، فما هو إلا أن قال يفرج الله حتى ولدت سعيدًا، فلما ولدته قال هاتوا ذلك التمر لتمر كان عندنا من تمر مكة؛ فقال لأم علي امضغي هذا التمر وحنكيه ففعلت (وعن عائشة رضي الله عنها) كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ويحنكهم "زاد في رواية فيدعو لهم بالبركة) أورده النووي في الأذكار وعزاه لأبي داود وصححه (قلت) رواه مسلم بدون الزيادة (الأحكام) حديث أبي رافع مع ما جاء في الزوائد عن ابن عباس وغيره يدل على مشروعية الأذان في أذن المولود اليمنى حين يولد والإقامة في أذنه اليسرى (وإلى ذلك ذهب الجمهور) قال الترمذي وعليه العمل اهـ وحكى عن الحسن البصري، وحكى ابن المنذر عن عمر ابن عبد العزيز أنه كان إذا ولد له ولد أذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى؛ ذكره القاري في شرح السنة (قال الحافظ) لم أره عند مسندًا اهـ (وقال النووي) في الأذكار، قال جماعة من أصحابنا يستحب أن يؤذن في أذنه اليمنى "يعني المولود" ويقيم في أذنه اليسرى (قال الحافظ ابن القيم) في كتابه تحفة الودود في أحكام المولود وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المنتظمة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له بشعار الإسلام عند دخول في الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره وإن لم يشعر مع ما في ذلك من فائدة أخرى وهو هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو كان يرصده حتى يولد فيقارنه للمحنة التي قدرها الله وشاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقالت تعلقه به، وفي معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة دعوة الشيطان